الاستخدام الآمن لشبكات التواصل الاجتماعي

مقدمة

         كل جيل من المراهقين يستقر في مكان يسمونه عالمهم الخاص.. مكان يخلو من القواعد والمسؤوليات، والأهم من ذلك يخلو من الوالدين. 

 الجذب فى مواقع التواصل الاجتماعى

      لقد اجتذبت مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر مــــــــــــــــــــــــلايين الشباب من المراهقين من جميع أنحاء العالم. تتيح لهم هذه المواقع التواصل مع شبكة أصدقائهم، ومشاركة اهتماماتهم وهواياتهم، وصور ومقاطع فيديو، وعرض ما يروق لهم من الفنون مثل: الموسيقى، والانضمام إلى مجموعات ومناصرة قضية معينة، وإرسال بطاقات تهنئة في المناسبات المختلفة مثل أعياد الميلاد... وأشياء أخرى كثيرة.

قواعد الاستخدام الآمن لشبكات التواصل الاجتماعى

    أخبر ابنك أنك ستتبع الصفحات التي سيدخل عليها، وأنك ستراجع محتواها من حين لآخر (سواء بالدخول مباشرة على حسابه الشخصي، أو بالدخول كصديق). أكِّد له أن فعلك هذا لا يعني عدم الثقة فيه، وإنما بدافع الاهتمام به وبسلامته.

        استعمال حسابات بريد إلكتروني مختلفة عند تسجيل الدخول في شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، مع ضرورة استخدام كلمات مرور آمنة، وإلا سيكون هناك خطر اختراق هذه الحسابات بواسطة القراصنة والحصول على جميع البيانات الشخصية في جميع خدمات الويب وشبكات فيسبوك وتويتر وغيرها.

     لا يجوز تخزين كلمات المرور الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية، حتى لا تقع كلمات المرور في أيدي الغرباء، إذا ما تعرض الجهاز الجوال للفقدان أو السرقة، وبالتالي قد يتمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى حسابات المستخدم على شبكات الميديا الاجتماعية.

    ولا تقتصر المخاطر، التي تهدد الخصوصية وحماية البيانات بشبكات التواصل الاجتماعي، على عمليات الاختراق والقرصنة من الخارج فقط. بل يجب قراءة الشروط العامة للاستعمال وقواعد الخصوصية قبل تسجيل الدخول في شبكات التواصل الاجتماعي؛ لأن هناك بعض الشركات تعترف بحق استعمال المنشورات الخاصة.

      وعلى أية حال ينبغي على المستخدم التفكير جيداً في نوعية البيانات الحساسة والمعلومات الشخصية، التي يرغب في نشرها على شبكات فيسبوك أو تويتر.

دائرة معارف محدودة

    وإذا رغب المستخدم في نشر بعض المعلومات الشخصية، فمن الأفضل أن يكون ذلك في دائرة محددة وانتقائية من الأصدقاء أو المعارف. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على المستخدم في إعدادات شبكة التواصل الاجتماعي التحقق من كيفية ظهور البروفايل الخاص به، مع إمكانية تقييد ظهور البروفايل، إذا لزم الأمر.

   كما ينبغي على المستخدم عدم قبول دعوات الصداقة إلا من الأشخاص، الذين يعرفهم شخصياً، وإذا تعرّض المستخدم للإزعاج أو المضايقة من أحد الأعضاء الآخرين، فيمكنه إبلاغ الشركة المشغلة للخدمة عن هذا البروفايل، وعادةً ما توجد أزرار الإبلاغ عن الإساءة في قوائم السياق الخاصة بالمنشورات أو مقاطع الفيديو أو الصور.

   ونظراً لأن المحتويات المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي لا يتم فحصها أو أنها قد تكون غير آمنة، فإنه ينبغي على المستخدم عدم النقر على الروابط دون التحقق منها. ويحاول القراصنة في كثير من الأحيان لفت انتباه المستخدم إلى مواقع الويب المزيفة والخبيثة، علاوة على أن الكثير من الاستبيانات والأدوات الإضافية المجانية تخفي وراءها برمجيات خبيثة.

     توخي الحرص والحذر عند التعامل مع عروض الشركات الأخرى، التي تقدم مثلاً ألعاب على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لأنها قد تتجسس على بيانات المستخدم أو يكون عُرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية.

خاتمة

   إن القائمة السابقة من النصائح ليست شاملة وكافية. فإذا كان ابنك/ ابنتك صغيرًا، أو يفتقر إلى النضوج، ربما يروق لك أن تضيف محاذير إضافية مثل عدم وضع صورة شخصية في حسابه الشخصي، أو تمنع رفع أية صور أو فيديوهات، أو عدم إضافة أي صديق إلا من المعارف المقربين، والمشهود لهم بالأخلاق والسلوكيات الجيدة، ولابد من موافقتك أولاً. مرة أخرى، بإمكانك تقليل حجم المعلومات التي يكتبها أبناؤك على الإنترنت، وتمنعهم من استخدام الكثير من الإمكانيات المتاحة. يمكنك فرض الانضباط، ولكن لابد أن تشارك في الأمر وتتابع الجديد حتى تعرف كيف تفعل هذا. 

     وأنصح بقوة أن تطلب من ابنك/ ابنتك بيانات الدخول على حسابه لتقوم بمراجعته من حين لآخر. أنا أسمي هذا "مرحلة التدريب" حيث يجلس بابا أو ماما بجوار الأبناء ليعلموهم كيف يستخدمون هذه المواقع بشكل يتسم بالمسؤولية.