
صور مزيفة للفنانين بتقنية الذكاء الاصطناعي – كيف تؤثر على المشهد الفني والثقافي؟
صور مزيفة للفنانين بتقنية الذكاء الاصطناعي – كيف تؤثر على المشهد الفني والثقافي؟

مقدمة المقال:
في عصر تتطور فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، أصبحت الصور المزيفة للفنانين والمشاهير جزءًا من الواقع الرقمي الجديد. خلال الأيام الماضية، انتشرت صور مفبركة لمجموعة من النجوم المصريين مثل عادل إمام، يسرا، لبلبة، ونبيلة عبيد، تم توليدها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأثارت جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فهل هذه الصور مجرد تجربة تقنية بريئة؟ أم أنها تمثل تهديدًا حقيقيًا للفن والمجتمع؟ وهل توجد ضوابط قانونية تحكم هذا المجال؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال التحليلي المتعمق، الذي يستعرض الظاهرة من كافة جوانبها.
ما هي الصور المزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
الصور المزيفة أو ما يُعرف اصطلاحًا بـ "Deepfake Images"، هي صور يتم إنشاؤها أو تعديلها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة عبر الشبكات التوليدية العميقة (GANs)، بحيث تظهر شخصًا ما في مشهد أو وضعية لم يقم بها في الحقيقة.
غالبًا ما تُستخدم هذه الصور بشكل ساخر أو ترفيهي، لكن يمكن توظيفها لأغراض خطيرة مثل التلاعب بالرأي العام، أو الإساءة لشخصيات عامة، أو حتى التزوير والتشهير.
أبرز صور الفنانين التي أثارت الجدل
في يونيو 2025، تداول مستخدمو منصات التواصل صورًا جديدة للفنانين:
عادل إمام: بصورة شابة مرتديًا ملابس شبابية مع تسريحة شعر عصرية.
يسرا: في صورة خيالية ترتدي فستانًا كلاسيكيًا وكأنها في الخمسينيات.
لبلبة ونبيلة عبيد: في هيئة "ديزني" كرتونية.
ورغم أن هذه الصور أثارت إعجاب البعض، إلا أن قطاعًا كبيرًا من الجمهور والفنانين عبّروا عن غضبهم مما اعتبروه "انتهاكًا لصورة وشخصية الفنان".
كيف يتم إنشاء هذه الصور؟
تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور على تقنيات متقدمة مثل:
MidJourney: توليد صور من وصف نصي.
DALL·E من OpenAI: توليد صور واقعية من جمل وصفية.
FaceApp و Remini: تعديل ملامح الوجه والعمر.
DeepArt و Artbreeder: مزج صور أو تحويلها لأساليب فنية معينة.
هذه الأدوات تتيح لأي مستخدم – حتى من غير المحترفين – صناعة صور واقعية أو فنية لأشخاص حقيقيين، مما يسهل تداول محتوى قد يكون مضللًا.
لماذا تمثل هذه الظاهرة خطرًا؟
الاعتداء على الخصوصية: استخدام وجه الفنان أو صورته دون إذنه يُعد خرقًا لحقوق الصورة.
تشويه السمعة: قد تُستخدم الصور المزيفة في حملات تشويه ممنهجة.
التأثير على الجمهور: الصور المزيفة قد توهم الجمهور بأن الفنان شارك في عمل أو فعالية معينة.
تزييف الواقع: يصعب على غير المتخصص التفرقة بين الصور الحقيقية والمزيفة.
هل توجد قوانين تحمي الفنانين؟
في مصر، لا توجد قوانين محددة تتناول الصور المزيفة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ولكن هناك بعض البنود التي يمكن الاعتماد عليها:
قانون حماية الملكية الفكرية.
قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018.
قانون تنظيم الإعلام، لحماية الصور العامة من التشويه.
لكن لا تزال هذه القوانين بحاجة إلى تحديثات لمواكبة تطور التكنولوجيا، خاصة في ظل غياب تشريعات واضحة حول استخدام الذكاء الاصطناعي.
رأي الفنانين والنقابات
نقابة المهن التمثيلية أصدرت بيانًا رسميًا أدانت فيه استخدام صور الفنانين دون إذنهم.
الفنانة يسرا قالت في تصريح: "اللي بيحصل ده عبث... صورتي مش متاحة للناس يغيروها بمزاجهم".
الفنانة لبلبة أكدت أنها لا تقبل استخدام صورتها لأي غرض دعائي أو غير فني دون موافقتها.
الجمهور منقسم بين الإعجاب والقلق
رصدنا عبر تعليقات مواقع التواصل:
بعض المستخدمين اعتبروا الصور "إبداع تقني جميل".
آخرون قالوا: "مش مقبول نشوف صور الفنانين كأنهم في أفلام كرتون!".
فئة ثالثة طالبت بتدخل عاجل من الدولة لحماية الرموز الفنية.
كيف تكتشف الصور المزيفة؟
استخدم أدوات كشف التزييف مثل Google Lens و Deepware Scanner.
تحقق من المصدر: هل نشر الفنان الصورة بنفسه؟
افحص تفاصيل الوجه: غالبًا ما توجد تشوهات بسيطة حول العيون أو الأصابع.
ابحث عن خبر متعلق بها في مواقع موثوقة مثل الشروق، الوطن، المصري اليوم.
هل يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي؟
نعم، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخدم الفن والفنانين:
إنتاج ملصقات أفلام مبتكرة.
ترميم صور الفنانين القدامى.
توليد أغلفة موسيقية.
صناعة أفاتار افتراضي للفنان.
لكن المفتاح هو الاستخدام المسؤول والمرخّص.
التوصيات والمطالب:
سن قوانين تحظر استخدام صور الأشخاص دون إذن.
إنشاء هيئة رقابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
توعية الجمهور بأخطار المحتوى المفبرك.
إدماج مواد تعليمية في المناهج عن التحقق من الأخبار والصور.
روابط داخلية (الربط الداخلي):
اقرأ أيضًا: [أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المجانية في 2025]
قد يعجبك: [كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في الترجمة والكتابة؟]
نصائح: [كيفية كشف الصور والفيديوهات المفبركة بسهولة]
خاتمة المقال:
تطور الذكاء الاصطناعي فتح أبوابًا لا حصر لها من الإبداع، لكنه في الوقت نفسه فرض علينا تحديات أخلاقية وقانونية غير مسبوقة. ولعل انتشار صور الفنانين المفبركة خير مثال على تلك المعضلة بين التقدم التكنولوجي وحقوق الإنسان.
فهل سيُسَن قانون ينقذ صورتنا من التزييف؟ وهل نُحسن استخدام هذه الأدوات لما فيه صالح الفن والثقافة؟
شارك المقال، وناقش معنا في التعليقات: هل ترى أن استخدام صور الفنانين بتقنية الذكاء الاصطناعي هو فن... أم فوضى؟
كتبه: أحمد – موقع أموالي