حظر تكنولوجيا "الحمادة" في مصر

حظر تكنولوجيا "الحمادة" في مصر

0 المراجعات
image about حظر تكنولوجيا

يترأى للمتأمل أننا بالفعل قد نجحنا في دخول عصر تكنولوجيا "الحمادة" من خلال التيك توك واليوتيوب، ثم تأتي بعد ذلك باقي وسائل التواصل الإجتماعى لتتذيل تلك القائمة، ولكن يبقى أهمهما التيك توك واليوتيوب، في وقت كان من المفترض أن تؤسس تلك الوسائل حالة تثقيفية ومجتمعية عبر استخدام أدوات التكنولوجيا، ولكن كعادتنا كمصريين استطعنا أن نصنع تكنولوجيا موازية لا نجد اسما بوصفها سوى تكنولوجيا "الحمادة".

التيك توك وكواي ما بين الاستغلال الخاطئ وصناعة الذات

يبدو أننا قد فهمنا ذلك التطبيق أو تلك الوسيلة بشكل خاطئ تماما، أو قد يكون نجحنا في بلورة مفهوم الذات لدينا فصورناه كما ينبغي أن يكون، لنجد في نهاية الأمر أن قميص النوم الذي يظهر بفيديوهات التيك توك هو شعار المرحلة، وأن نظرية الأفخاذ الشاهقة قد تجلب ما يعرف بالترافيك أو الزيارات الكثيرة، والتي على إثرها سوف تصبح صاحبة تلك الأفخاذ إحدى مشاهير مظاهر تكنولوجيا "الحمادة" في مصر.

ويقوم الزوج بمحاولة إظهار الزوجة بشكل جذاب للغاية ومثير أيضا من خلال كاميراته، ليصنع مشهدا يخلده العقل الباطن للمشاهد أو صاحب حساب التيك توك، ليصل به الأمر إلى سيناريو خيالي لو كتب بواسطة مؤلف حديث العهد لنال جائزة نوبل في الآداب العامة!، لنكتشف في نهاية الأمر أن في بيتنا ديوث صغير ولكنكم تحبون خالد يوسف.

لا اعلم إلى أين سيقودنا التيك توك!، ولكنه قد يقودنا يوما ما إلى مشاهد تمثيلية لاختبارات صحة الحياة الزوجية من منازلهم، ليعرض لنا فحولة درامية تستقطب المشاهد حال ارتفع سعر الإعلان على تلك المواد التيك توكية، ومن ثم يصبح عدم مواكبة تلك الطفرة بمثابة تخلي معلن عن تكنولوجيا "الحمادة".

اليوتيوب وقنوات المصريين

قام المصريون كذلك بعبور ناجح من التيك توك إلى اليوتيوب ليكتمل عقد تكنولوجيا "الحمادة"، فنجد قنوات مثل حمدي ووفاء لتتصدر المشهد بثنائية مستفزة لا تحمل المصريين سوى على النفور من طبيعة حياتهم، من خلال التخلي عن بساطة الحياة، وفقا لمبدأ أن الدولارات تبيح المحظورات.

لينجح الأمر بقنوات مماثلة وأكثر وطأة كذلك بهدف دعم سوق التنافسية للفوز بأكبر عدد من المتابعين، فحمل ذلك ظهور قنوات تختص فقط بفك شفرات القنوات الجنسية ومنحك رموزها مجانا، وصولا إلى شرح فقه الجنس المثير عن طريق أنثي تتحدث إلى الكاميرا مرتدية قناع أو نقاب يغطي وجهها، لتحمل رسائل شديدة اللهجة ورؤى رافضة من البعض للنقاب التي تتخفي خلفه تلك السيدة وليس للفكرة ذاتها، فلا تتعجب فأنت في عصر تكنولوجيا "الحمادة".

ليخرج علينا مصلحين هذا العصر ليقترحوا ويقدموا أفكارا خلابة تبرز عمق الاستراتيجية الفكرية لديهم من خلال المطالبة بحظر النقاب في مصر، ويغضوا الطرف عن المطالبة بقوانين راسخة تجرم تلك المواد اليوتيوبية التي تخدش الحياء العام، ولكن يهديك ما تبقى من عقلك بأن المقصود هنا تقريبا مسابقة اخدش واكسب، نعم يا صديقي فالأجر الإعلاني أصبح الآن هو اللغة الرسمية في الدولة.

حظر تكنولوجيا "الحمادة" في مصر

ليس المقصود هنا حظر التيك توك واليوتيوب ككيانات بقدر تقييد وظائفهما من خلال جهات رقابية قوية، دورها ينصب في الإساس باتجاه تعديل سلوك وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب ضرورة قيام الجهات المعنية بتحديد مخاطر ذلك على سلوكيات المصريين التي تغيرت خلال العشر سنوات الأخيرة بكل وضوح، في ظل استمرارية وجود التيك توك واليوتيوب بهذا الشكل قد يسفر عن معدلات عالية من الجرائم الأخلاقية التي أصحبنا نعاني منها حقا الان، والتي تتزايد بوتيرة سريعة.

حتى بات نهجنا في ذلك هو تطويع القانون لخدمة وسائل التواصل الاجتماعي أو تكنولوجيا "الحمادة"، من خلال الرضوخ لمؤثراتها، والتي تجلت في عكوف منفذي القانون على دراسة نقل إعدام قاتل نيرة أشرف على الهواء مباشرة من عدمه!، تلك القضية التي عرفت بقضية فتاة المنصورة، فإذا كان ذلك من باب الردع وعدم التجرؤ على  فعل ذلك مرة أخرى، فإنفاذ القانون بإعدامه كفيلا بهذا، وقد يعمق ذلك الاتجاه الشعبي نحو فكرة سلب الدولة لحق إنفاذ القانون بقضايا مشابهة_ لا قدر الله _نحو الرؤية الشخصية، والذي يشبه في طياته نظرية الثأر، فللموت سكرات وكذلك قدسية وحرمات، فلا تحكموا على والدي هذا القاتل بالموت مرتين، أحدهما عند فاجعتهم بما فعله ابنهما والأخرى عند جلوسهما سويا ليروا مشهد إعدام فلذة أكبادهم من خلال التلفاز ....استقيموا يرحمكم الله.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

17

followers

8

followings

4

مقالات مشابة