إدمان الفيديوهات القصيرة و اخطارها على المخ
خلال السنوات الأخيرة، و بعد التطورات الكثيرة التى جعلت من شبكات التواصل الإجتماعى ساحة تضم جميع الفئات المختلفة ابتداءاً من الأطفال وحتى أولياء الأمور.
أصبح تطبيق TikTok وغيره من تطبيقات الفيديوهات القصيرة أكثر شعبية وانتشارًا بين الأشخاص، خاصةً تطبيقات الفيديوهات القصيرة مما جعلها مصدر إدمان للكثيرين، وبدأت هذه الظاهرة تؤثر على صحة الأفراد وخاصة صحة المخ. لقد أظهرت الدراسات العلمية أن مشاهدة الفيديوهات القصيرة بشكل متكرر قد تؤدي إلى تأثير سلبي على المخ.
من بين التأثيرات السلبية التي تسببها الفيديوهات القصيرة على المخ هي تقليل القدرة على التركيز والانتباه. حيث يتعود الشخص الذي يشاهد الفيديوهات القصيرة على تغيير الانتباه بانتظام، و في حالة عدم توفر الفيديو المميز أو المشوق، يصبح الشخص غير قادر على التركيز والانتباه.
كما تؤثر الفيديوهات القصيرة على الذاكرة أيضًا، فالتحديث والتغيير المستمر في الفيديوهات يسبب تشتيت لكيفية الاستيعاب بمناطق التركيز بالمخ و ينعكس علي ذلك عدم القدرة على حفظ المعلومات في الذاكرة بشكل جيد، وبسبب التكرار السريع و كم ضخ المعلومات الغير طبيعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث خلل فى المخ او ضرر قد يصل إلي تلف الجزء الخاص بالذاكرة.
يؤثر التعرض المتكرر للمحتوى الرقمي على المزاج والشعور بالسعادة العامة أيضًا، فالفيديوهات القصيرة تعرض المستخدمين لمحتوى مرهق يؤدي إلى شعورهم بالتوتر والضغط والإجهاد. وفي النهاية، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
وعلى الرغم من أن الفيديوهات القصيرة قد تشكل تحديًا لصحة المخ، فإن استخدامها بشكل صحيح ومتوازن يعتبر أمرًا مفيدًا. كوننا نعيش في عالم السرعة و حيث يشعر اغلبنا بممل من مشاهدة المحاضرات والفيديوهات الطويلة فعندما نشاهد ملخص فى فيديو قصير لمعلومة هامة او ملحوظة مفيدة سيجعلك متحمساً للرحلة العلمية او حتي لو كان مقطع لأكلة او لبعض الأماكن السياحية، وبناء عليه علينا أن نتحكم في نسبة مشاهدتنا لتلك الفيديوهات ونستبدلها بأنشطة أخرى تساعدنا في الذكاء العاطفي والابتعاد عن الإجهاد الناتج عن الاستغراق في هذا التطبيق.
في الخلاصة، الفيديوهات القصيرة قد تكون ممتعة ومثيرة، ولكن علينا أن نحرص على استخدامها بشكل صحيح وبتوازن ، ونحافظ على صحة المخ بعيدًا عن الإدمان الذي قد يؤثر سلبًا على جودة حياتنا
