الامن السيبيراني - Cyber security
الأمن السيبراني بقى في السنين الأخيرة واحد من أهم الموضوعات اللي بتشغل العالم كله، وده بسبب إن حياتنا بقت تقريبًا بالكامل معتمدة على التكنولوجيا. كل حاجة بنعملها – من أول فتح الموبايل الصبح، لحد ما نحجز تذكرة سفر أو ندفع فاتورة – بقت مرتبطة بالإنترنت. ومع إن التكنولوجيا سهّلت حياتنا جدًا، لكنها في نفس الوقت جابت معاها مخاطر كبيرة. بقى فيه تهديدات مش بس للأفراد، لكن كمان للدول، المؤسسات، الشركات الضخمة، وحتى البنوك والمستشفيات.
خليني أقولك حاجة مهمة: زمان كان معظم الناس فاكرة إن الأمن المعلوماتي ده شيء يخص بس قسم الـ IT، أو “الكمبيوتر بتاع الشركة”. يعني لو الجهاز اتعطل أو فيه فيروس، يبقى المشكلة عند الموظف بتاع الدعم الفني. لكن الحقيقة دلوقتي اتغيرت تمامًا. الأمن السيبراني بقى مسؤولية الكل، من أول الشخص اللي بيستخدم موبايله في البيت، لحد أكبر مدير في أكبر مؤسسة. أي غلطة بسيطة – زي الضغط على لينك غلط أو فتح رسالة مشبوهة – ممكن تفتح باب ضخم للاختراق.
الهجمات السيبرانية دلوقتي بقت أذكى من زمان بكتير. زمان كان الاختراق مجرد فيروس عادي يخلي الجهاز يهنج أو يبطّأ. لكن دلوقتي فيه هجمات اسمها ransomware أو برامج الفدية، ودي بتقفل بياناتك وتطلب منك فلوس عشان ترجعلك الملفّات. فيه كمان هجمات بتستهدف سرقة البيانات البنكية، أو تسريب معلومات حساسة عن مستخدمين وشركات. ومش بس كده، الهجمات ممكن تكون سياسية كمان – يعني ناس تحاول توقف مواقع حكومية أو تبوّظ أنظمة دولة بالكامل.
واحد من أخطر أنواع الهجمات هو الهندسة الاجتماعية، وده نوع مش بيعتمد على اختراق النظام نفسه، لكن بيشتغل عن طريق خداع المستخدم. يعني الهاكر مش لازم يكون قاعد يكتب كود طويل، ممكن يبعتلك رسالة تقولك: "حسابك هيترق قريب، اضغط هنا لتأمينه"، وتلاقي نفسك فتحت الباب بإيدك. وده اللي بيخلي الوعي أهم حاجة في الموضوع ده. معنى إنك تكون فاهم يعني إيه أمن سيبراني، هو إنك تكون عامل حماية لنفسك من غير ما تحس.
طيب، نعمل إيه كبداية؟ أول حاجة لازم نفهم إن كلمة المرور القديمة “123456” أو “password” خلاص مبقتش تنفع. لازم نستخدم باسورد قوي، ومفضل يكون فيه حروف كبيرة وصغيرة وأرقام ورموز. كمان لازم نفعل التحقق بخطوتين، وده ببساطة يعني إنك ما تعتمدش على الباسورد بس، لأ لازم يبقى فيه تأكيد تاني يوصل على الموبايل.
الحاجة التانية إنك ماتفتحش أي لينك يوصل لك في رسالة أو إيميل، خصوصًا لو جاي من مصدر unknown أو من شخص مش متأكد منه. ودي النقطة اللي أغلبنا بيغلط فيها. كتير من الهجمات الكبيرة حصلت بسبب موظف واحد ضغط على لينك غلط. مجرد ثغرة واحدة، في نظام كامل، ممكن تسبب انهيار.
من جانب تاني، لازم نقول إن الحكومات بقت مركزة جدًا في موضوع الأمن السيبراني، وبقى فيه قوانين جديدة لحماية البيانات الشخصية. فيه دول بقت تعمل مراكز متخصصة علشان تتابع الهجمات وتتصدى ليها. الشركات كمان بقت تصرف مبالغ ضخمة على حماية شبكاتها، وبتوظف خبراء أمن سيبراني لأن الموضوع مش هزار. دلوقتي فيه وظائف كاملة اسمها Cyber Security Analyst أو Penetration Tester، والناس دي مهمتها إنها تكتشف الثغرات وتحمي الأنظمة قبل ما يحصل اختراق حقيقي.
لكن خلينا نتكلم بصراحة: مهما عملنا من حماية، مافيش نظام آمن بنسبة 100%. دايمًا في ثغرة ممكن تتكتشف، ودائمًا في فكرة جديدة عند الهاكرز. وعلشان كده الأمن السيبراني مش عملية بتتعمل مرة وخلاص، ده شغل مستمر. زي ما فيه ناس بتحاول تهاجم، فيه ناس بتحاول تحمي. وعشان كده هما دايمًا في سباق.
لو بصّينا على حياتنا اليومية، هنلاقي إن الأمن السيبراني مش بعيد عننا أبدًا. أي حد عنده واتساب، فيسبوك، حساب بنك، أو حتى بيلعب لعبة أونلاين، لازم يفكر في الموضوع ده. لأن اختراق حساب واتساب مثلًا ممكن يسبب مشاكل اجتماعية ومالية. فإوعي تستهون وتقول "أنا مالي، أنا مش شخصية مهمة". كلنا مهمين لما بيكون عندنا بيانات، سواء صور، أرقام، أو حتى محادثات خاصة.
الجيل اللي جاي هيعيش في عالم رقمي بالكامل، وكل ما التكنولوجيا تتطور، الجرائم الإلكترونية بتتطور معها. وعشان كده لازم يكون فيه وعي من بدري. المدارس، الجامعات، وأولياء الأمور لازم يبدأوا يفهموا الأطفال معنى الحماية الرقمية.
ومع كل ده، لازم نفتكر إن التكنولوجيا نفسها مش العدو. المشكلة مش في استخدام الإنترنت، المشكلة في استخدامه من غير وعي. زي ما بنقفل باب بيتنا بالمفتاح، لازم نقفل حساباتنا بكلمة سر قوية. زي ما بنفكر قبل ما ندي بياناتنا لحد في الشارع، لازم نفكر قبل ما نديها على موقع أو تطبيق.
في النهاية، نقدر نقول إن الأمن السيبراني مش رفاهية ولا اختيار. ده بقى جزء أساسي من حياتنا. لو عايز تعيش في عالم رقمي بأمان، لازم تتعامل مع بياناتك زي ما تتعامل مع ممتلكاتك الشخصية. إحنا عايشين في زمن المعلومات، والمعلومة بقت أهم من الدهب. واللي هيفهم ده بدري، يتجنب مشاكل كتير بعدين.
