تيك توك يتصدر كأكبر منصة أخبار بين الشباب

مخترع تيك توك: تشانغ ييمينغ ورحلة الابتكار الرقمي

يُعد تطبيق تيك توك (TikTok) من أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي في العالم، وقد حقق انتشارًا واسعًا في وقت قصير، خاصة بين فئة الشباب ويعود الفضل في ابتكار هذا التطبيق إلى تشانغ ييمينغ، رجل الأعمال الصيني ومؤسس شركة بايت دانس (ByteDance).

فكرة إنشاء تيك توك

في عام 2016، أطلقت شركة بايت دانس تطبيقًا يُعرف في الصين باسم دوين (Douyin)، ثم أُطلق عالميًا باسم تيك توك، قامت فكرة التطبيق على عرض مقاطع فيديو قصيرة يتم اقتراحها للمستخدمين بناءً على اهتماماتهم، باستخدام خوارزميات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

صعود منصة تيك توك بين الشباب: تأثير واسع ومسؤولية مشتركة

أصبح تطبيق تيك توك من أكثر منصات التواصل الاجتماعي انتشارًا بين الشباب في العصر الحديث، حيث جذب ملايين المستخدمين بفضل مقاطع الفيديو القصيرة التي تجمع بين الترفيه والإبداع وسهولة الاستخدام، وقد تحوّل التطبيق إلى جزء من الحياة اليومية لكثير من الشباب حول العالم غير تقليدية

انطلق تيك توك كتطبيق مخصص للمحتوى الترفيهي، إلا أن انتشاره الواسع بين فئة الشباب سرّع من تحوله إلى منصة متعددة الأدوار، من بينها نقل الأخبار ومتابعة الأحداث الجارية وأسهمت طبيعة المحتوى القصير والسريع في جعل الأخبار أكثر قابلية للاستهلاك، خاصة في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية.

 

 

الخوارزميات تصنع المشهد

تعتمد المنصة على خوارزميات متقدمة تقوم بتحليل اهتمامات المستخدمين وتفضيلاتهم، ما يسمح بعرض محتوى إخباري مخصص لكل فرد هذا الأسلوب منح تيك توك ميزة تنافسية، حيث تصل الأخبار إلى المستخدم دون الحاجة إلى البحث عنها، في تجربة تختلف جذريًا عن الإعلام التقليدي.

الشباب وصناعة الخبر

لم يعد الشباب مجرد متلقين للأخبار، بل أصبحوا مشاركين في صناعتها ونشرها فقد لعب صُنّاع المحتوى دورًا محوريًا في تبسيط القضايا المعقدة وشرح الأحداث بلغة قريبة من الجمهور، ما عزز من انتشار الأخبار عبر مقاطع قصيرة ذات تأثير واسع.

 

 

إشكالية المصداقية

ورغم هذا الحضور القوي، تثير ظاهرة الاعتماد على تيك توك كمصدر للأخبار تساؤلات حول المصداقية ودقة المعلومات، فغياب الضوابط الصحفية الصارمة يفتح الباب أمام انتشار الأخبار المضللة، الأمر الذي يفرض تحديًا حقيقيًا على المستخدمين والمؤسسات الإعلامية على حد سواء.

مستقبل الإعلام الإخباري

يشير تصدر تيك توك للمشهد الإخباري بين الشباب إلى أن مستقبل الإعلام بات مرتبطًا بالمنصات الرقمية وأساليب السرد الجديدة في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تطوير محتوى مهني يواكب هذه التحولات، ويوازن بين سرعة النشر ودقة المعلومة.

لتأثير الثقافي والاجتماعي

لم يقتصر تأثير تيك توك على الإعلام فقط، بل امتد إلى الثقافة ونمط الحياة، حيث ساهم في انتشار اتجاهات جديدة في الموضة، والموسيقى، واللغة، وحتى طرق التعبير. وأصبح التطبيق منصة لصناعة الترندات التي تنتقل بسرعة إلى الواقع اليومي.

خاتمة

يؤكد حضور تيك توك المتزايد أن المنصات الرقمية أصبحت لاعبًا رئيسيًا في تشكيل الوعي العام، لا سيما لدى الشباب. وبين الفرص التي يتيحها التطبيق لنشر المعرفة، والتحديات التي يفرضها على مصداقية المعلومات، تبقى الحاجة ملحّة إلى تعزيز الوعي الإعلامي وضمان استخدام مسؤول لهذه المنصات في عالم سريع التغير.