هل يجمع الذكاء الاصطناعي بياناتنا دون علمنا؟
هل يجمع الذكاء الاصطناعي بياناتنا دون علمنا؟
في السنوات الأخيرة أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا من حياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى السيارات، وصولًا إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التعلّم الآلي، ومع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي بالعربي وظهور منصات جديدة مثل عربيAI ، وموقع الذكاء الاصطناعي العربي، بدأ الناس يتساءلون:
هل يجمع الذكاء الاصطناعي بياناتنا دون علمنا؟ وهل نحن مراقَبون طوال الوقت؟
هذا المقال يُقدّم لك الحقيقة الكاملة بشكل بسيط، لكن بدقة وعمق، مع تفاصيل قد تُفاجئك.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟ ولماذا يحتاج البيانات؟
لكي نفهم إذا كان الذكاء الاصطناعي يجمع بياناتنا أم لا، علينا أن نفهم كيف يعمل، يعتمد الذكاء الاصطناعي على أنظمة تُسمّى "نماذج التدريب"، وهذه النماذج لا يمكنها التطوّر أو اتخاذ القرارات بدون كمية ضخمة من البيانات.
هذه البيانات تشمل عادةً:
- سجلّات البحث.
- الكلمات التي نكتبها على مواقع التواصل.
- الصور التي نلتقطها.
- المواقع الجغرافية.
سلوكنا أثناء استخدام التطبيقات.
إذن… الذكاء الاصطناعي "يعيش" على البيانات، وبدون بيانات يصبح مجرد برنامج محدود.
لكن السؤال الأهم: هل يأخذ البيانات دون موافقتنا؟
كيف تجمع التطبيقات بياناتنا؟ الطريق القانوني وغيرالقانوني
الغالبية العظمى من التطبيقات تعتمد على طرق واضحة و"قانونية" لجمع البيانات، وتشمل:
1. الموافقة في شروط الاستخدام.
عندما تسجّل في أي تطبيق أو موقع، ستجد في البداية صفحة طويلة بعنوان "الشروط والأحكام".
الكثيرون لا يقرأونها، لكنها في الحقيقة تحتوي على اتفاق يسمح للتطبيق بجمع واستخدام بياناتك.
2. أذونات الهاتف.
عندما يقوم تطبيق ما بطلب إذن للوصول إلى:
- الكاميرا.
- الميكروفون.
- الصور.
- الموقع.
فهذا يعني أنه يستطيع استخدام تلك البيانات في أي وقت بناءً على موافقتك.
3. التتبع غير المباشر.
هناك تقنيات مثل:
- ملفات تعريف الارتباط (Cookies).
- البكسل التتبعي (Tracking Pixel).
- بصمة المتصفح Browser Fingerprinting.
هذه الوسائل تسمح للمواقع بمعرفة كل حركة تقوم بها تقريبًا.
وهنا لا نتحدث فقط عن مواقع عالمية، ولكن حتى بعض مواقع الذكاء الاصطناعي العربي أو المواقع التي تقدم خدمات AI بالعربي
تستخدم هذه الأساليب لتطوير خوارزمياتها وتحسين تجربة المستخدم.

هل يجمع الذكاء الاصطناعي بياناتنا سرًا؟
الإجابة الصادمة: أحيانًا نعم… وأحيانًا لا.
الأمر يعتمد على:
- نوع المنصة.
- القوانين التي تتّبعها.
- مستوى حماية الخصوصية.
متى يجمع دون علمك؟
- عند استخدام مواقع مجانية.
المواقع المجانية تكسب من الإعلانات، ولكي تقدّم إعلانات دقيقة تحتاج إلى بياناتك.
هنا يتم جمع جزء كبير من معلوماتك دون أن تعرف.
- عند تشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي السحابية.
الكثير من منصات الذكاء الاصطناعي بالعربي تقوم بتخزين المحادثات لأغراض التدريب، وقد يُقال إنها "مجهولة الهوية"، لكنها لا تزال بياناتك.
- عند إعطاء الأذونات دون تدقيق.
مثل السماح لتطبيق كاميرا مغمور بالوصول إلى موقعك وصورك، فهذه التطبيقات قد تبيع البيانات لجهات أخرى.
متى لا يجمع بدون علمك؟
- عندما تتعامل مع منصات كبرى وتلتزم بالمعايير العالمية.
- عندما تستخدم أدوات تتيح خيار"عدم حفظ البيانات".
- عندما تكون البيانات التي يراها النظام "مجهّلة" ولا تُعرض لأي موظف بشري.
هل تُباع بياناتنا شركات أخرى؟ الحقيقة التي يخفيها الإنترنت
الحقيقة التي قد تزعج الكثيرين: نعم، هناك تجارة ضخمة في بيانات المستخدمين.
هذه التجارة تُسمّى Data Brokerage، وهي من أسرع الصناعات نموًا في العالم، حيث تقوم الشركات بجمع وتحليل وبيع البيانات عبر مئات المصادر، بما في ذلك:
- التطبيقات المجانية.
- منصات التواصل.
- محركات البحث.
- بعض مواقع الذكاء الاصطناعي العربي.
- خدمات الإعلانات.
- بيانات الخرائط والموقع.
الشيء المثير للاهتمام أنّك قد تلاحظ ظهور إعلانات متعلقة بما تفكر فيه تقريبًا، وهذا ليس سحرًا!
إنه تحليل سلوكك إلكترونيًا.
كيف يتعامل الذكاء الاصطناعي العربي مع البيانات؟
في المنطقة العربية بدأت تظهر العديد من مواقع وأدوات ذكاء اصطناعي عربي مثل:
- موقع الذكاء الاصطناعي العربي.
- موقع الذكاء الاصطناعي بالعربي.
- عربيAI.
- AI بالعربي.
هذه المواقع تختلف في طريقة جمع البيانات، بعضها يعتمد على:
- تسجيل المحادثات.
- استخدام كود تتبع.
- تخزين النصوص التي تكتبها.
لكن المستخدم العربي غالبًا لا يقرأ سياسة الخصوصية، ما يجعل الأمر أكثر خطورة.
هناك مواقع عربية محترمة وشفافة، وهناك مواقع تجمع البيانات بشكل مبالغ فيه.
لذلك يجب عليك دائمًا التأكد من:
- وجود سياسة خصوصية واضحة.
- وجود طريقة لحذف حسابك وبياناتك.
- معرفة هل يتم تدريب الذكاء الاصطناعي على محادثاتك أم لا.
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي الوصول إلى صورك أو ملفاتك الخاصة؟
ليس من تلقاء نفسه، فالذكاء الاصطناعي لا "يفتح" ملفاتك دون إذن صريح، ولكن…عندما تعطي إذنًا لتطبيق مجهول أو موقع غير موثوق،
فأنت تفتح الباب على مصراعيه للوصول إلى:
- الصور.
- الفيديوهات.
- الميكروفون.
- الملفات.
- الموقع.
وهنا تأتي الخطورة.
كيف تحمي نفسك من جمع البيانات؟ نصائح عملية
1. فعّل ميزة "عدم التتبع"في المتصفح والهاتف.
2. استخدم VPN موثوق يمنع تتبع عنوان IP.
3. احذف الكوكيز بانتظام.
4. لا تسجّل في مواقع الذكاء الاصطناعي العربي بحسابك الشخصي استخدم بريدًا منفصلًا.
5. اقرأ الأذونات قبل الموافقة خاصة تطبيقات الكاميرا والذكاء الاصطناعي.
6. استخدم أدوات تمنع التتبع مثل uBlock Origin أو DuckDuckGo.
7. لا ترفع صورًا شخصية على أدوات غير معروفة.
هل يمكن أن نعيش بدون الذكاء الاصطناعي؟
الإجابة: لا، ولكن يمكن أن نعيش بذكاء، فالذكاء الاصطناعي موجود ليبقى سواء في تطبيقات عالمية أو في موقع ذكاء اصطناعي عربي يقدّم خدمات للمستخدمين في المنطقة، والأمر يعتمد عليك، هل تستخدم التكنولوجيا بوعي؟ أم تسمح لها بمعرفة كل شيء عنك؟
خاتمة: هل يجمع الذكاء الاصطناعي بياناتنا دون علمنا؟
باختصار شديد:
نعم… الذكاء الاصطناعي يجمع بيانات، لكنه ليس دائمًا دون علمك.
أنت من يقرر كمية البيانات التي يراها عنك.
الأمر ليس مخيفًا كما يبدو، لكنه ليس بسيطًا كذلك.
قراءة سياسة الخصوصية، واستخدام أدوات آمنة، والتحكّم في الأذونات… كلها خطوات تجعل بياناتك أكثر أمانًا.
وفي النهاية، الذكاء الاصطناعي، سواء عالمي أو ذكاء اصطناعي عربي، يعتمد على البيانات ليعمل، لكن كيف تُستخدم هذه البيانات؟ هذا ما عليك التأكّد منه دائمًا.