الإنترنت.. من شبكة أسلاك إلى نافذة لا حدود لها

الإنترنت.. من شبكة أسلاك إلى نافذة لا حدود لها

Rating 0 out of 5.
0 reviews

الإنترنت:شبكة غيرت العالم

الإنترنت أو الشابكة، ذلك "العنكبوت الرقمي" الذي نسج خيوطه حول الكرة الأرضية حتى لم يترك ركنًا إلا وربطه، هو شبكة اتصالات عالمية تجمع ملايين الحواسيب والشبكات المختلفة. قد نراه اليوم أمرًا بديهيًا، لكن في الحقيقة هو أشبه بجيش من الأسلاك والكابلات والألياف الضوئية والأقمار الصناعية، كلها تعمل بتناغم حتى تسمح لنا بإرسال رسالة واتساب أو طلب بيتزا من تطبيق في ثوانٍ معدودة.

الإنترنت ليس مجرد خط هاتفي أو شبكة واحدة، بل هو "شبكة الشبكات". كل مؤسسة أو جامعة أو شركة تملك شبكتها الخاصة، لكنها في النهاية تتصل مع الآخرين بطريقة لا مركزية، وهذا ما جعل الإنترنت مفتوحًا للجميع ومرنًا بشكل مذهل.

image about الإنترنت.. من شبكة أسلاك إلى نافذة لا حدود لها

خدمات الإنترنت وتطبيقاته

يكفي أن نقول إن الإنترنت أصبح كالسوق الكبير: فيه كل شيء من الأخبار والمعرفة، إلى الفيديوهات المضحكة للقطط. أبرز خدماته: الويب، البريد الإلكتروني، المكالمات الصوتية والمرئية، المحادثات الفورية، المؤتمرات عبر الفيديو، وحتى الألعاب الجماعية. لم يعد الطالب بحاجة إلى مكتبة ورقية فقط، ولا الموظف مضطرًا أن يقطع نصف المدينة لحضور اجتماع؛ بضغطة زر يكون كل شيء جاهزًا.

ومع ذلك، يقع الكثيرون في خطأ شائع: يظنون أن الإنترنت هو نفسه "الويب". والحقيقة أن الويب مجرد وجه واحد من وجوه الإنترنت، تمامًا كما أن البيتزا ليست كل المطعم (مع أنها الأكثر طلبًا دائمًا!).

لمحة تاريخية

بدأت الحكاية في ستينيات القرن الماضي حين مولت وزارة الدفاع الأمريكية مشروعًا لربط الحواسيب. ثم جاء بروتوكول TCP/IP عام 1983 ليكون العمود الفقري للشبكة. وبعدها تسللت الجامعات، ثم الشركات، حتى خرج الإنترنت من القاعات الأكاديمية إلى كل بيت. وبحلول التسعينات صار نمو الشبكة جنونيًا، حيث تضاعف عدد المستخدمين سنويًا. وما إن ظهر المتصفح "موزاييك" حتى أصبح الإنترنت أداة جماهيرية، وليس مجرد لعبة العلماء.

مميزات الإنترنت

للإنترنت قائمة طويلة من المزايا:

سرعة هائلة وتبادل للمعلومات بلا حدود.

دعم عشرات اللغات والثقافات.

تسهيل التعلم والبحث، وتوفير الوقت والجهد.

وسيلة للترفيه والتسلية (من متابعة أفلام إلى صنع ميمز).

فتح أبواب التعليم الإلكتروني والتواصل بين الشعوب.

باختصار، الإنترنت يشبه سكين المطبخ: يمكنك أن تطبخ به وليمة رائعة، أو… تصنع كارثة.

التجارة عبر الإنترنت

لا يمكن تجاهل دور الإنترنت في الاقتصاد. فقد فتح أبواب التجارة الإلكترونية، حيث باتت الشركات قادرة على عرض منتجاتها والوصول إلى ملايين العملاء. صار بإمكانك أن تشتري قميصًا من الصين وأنت جالس على أريكتك، أو تحجز فندقًا في باريس قبل أن تنهي كوب القهوة.

الجوانب السلبية

لكن، كما نقول دائمًا: "لكل شيء ضريبة". الإنترنت له بعض الجوانب المظلمة:

مخاطر على الأطفال من المحتوى غير المناسب أو الغرباء.

مشاكل صحية مثل ضعف البصر وزيادة الوزن بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشة.

عزلة اجتماعية، حيث ينشغل البعض بالعالم الافتراضي أكثر من العائلة.

إدمان مواقع غير نافعة يسرق الوقت والطاقة.

الخلاصة

الإنترنت اليوم ليس مجرد أداة، بل هو رفيق يومي يرافقنا في العمل، في الدراسة، وفي لحظات الملل أيضًا. لكن علينا أن نتعامل معه بحكمة: استخدمه ليكون جسرًا للعلم، نافذة للفرص، وساحة للتواصل البنّاء. ولا تجعله يتحول إلى "ثقب أسود" يبتلع وقتك وحياتك.

فلنعتبر الإنترنت مثل صديق قوي: إذا أحسنت معاملته سيقف بجانبك ويفتح لك الأبواب، وإذا أهملته أو أفرطت في استخدامه… قد يجرّك إلى فوضى أنت في غنى عنها.

في النهاية، الإنترنت هو أعظم اختراع جمع البشر تحت سقف واحد، ولكن يبقى السؤال: هل سنكون نحن من يقوده… أم نتركه هو يقودنا؟ 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles
-