
دوامة فيفا الأزلية
فيفا 26: لعبة العام… أم أكبر خدعة تسويقية؟
مع بداية كل عام، وقبل صدور النسخة الجديدة من لعبة فيفا، تبدأ موجة الغضب المعتادة.
تصريحات نارية على وسائل التواصل: "لن أشتري اللعبة هذا العام… لقد مللنا من التكرار!".
صور ساخرة، ومقاطع فيديو تقارن بين النسخة الجديدة والنسخة السابقة، وكأنهما توأمان لا فرق بينهما إلا لون القائمة.
ثم… تمر بضعة أسابيع، وإذا بالجميع على أونلاين، يحملون شعار “FIFA 26” ويستعرضون فرقهم في “Ultimate Team”
كل عام، قبل صدور النسخة الجديدة من فيفا، يبدأ نفس الفيلم:
ضجة على السوشيال ميديا، صور مقارنة بين النسخة القديمة والجديدة، منشورات غاضبة: "لن أشتري اللعبة هذه المرة".
لكن بمجرد الإطلاق، يتحول نصف هؤلاء الغاضبين إلى أول المشترين… وكأن ذاكرة الإحباطات تمسح نفسها مع سماع صافرة البداية.
السؤال هو: هل نحن حقًا نحب اللعبة… أم أننا أسرى العادة؟
فيفا لم تعد مجرد لعبة كرة قدم، بل أصبحت عادة موسمية.
حتى إن كانت التغييرات طفيفة – لون القوائم، أطقم جديدة، بعض الحركات الإضافية – إلا أن إحساس “البداية من جديد” يسيطر على اللاعبين.
الأمر أشبه بفتح موسم الدوري الحقيقي، حيث الحماس يغطي على العيوب.
لكن لا يمكن تجاهل الجانب المظلم: Ultimate Team.
الكثيرون يرونه جوهرة اللعبة، وآخرون يعتبرونه أكبر ماكينة أموال في صناعة الألعاب.
تشتري باكجات، تفتح لاعبين، تفرح… ثم تعود للشراء مرة أخرى.
الأمر لا يتعلق فقط بالمهارة، بل أحيانًا بقدرتك على الدفع.
هناك أيضًا “الخوف من تفويت الحدث” (FOMO).
حين ترى أصدقاءك في وضعيات لعب جديدة، وتشكيلات أسطورية، وتشاهدهم يتحدثون عن بطولات أونلاين، من الصعب أن تقاوم الدخول معهم… حتى لو كنت قد أقسمت ألا تشتري النسخة الجديدة.
الحقيقة القاسية؟
فيفا 26 قد تكون أكبر عملية إعادة تدوير في عالم الألعاب، لكن هذا لا يمنعها من أن تكون الأكثر مبيعًا.
والأغرب أننا نحن من نصنع هذا النجاح… بينما نشكو منه في الوقت نفسه.
فيفا 27؟
خاتمة
في النهاية، يبدو أن فيفا بالنسبة لكثيرين مثل علاقة عاطفية متقلبة: الكثير من الشكوى… والكثير من العودة.
ومهما تعهدنا بمقاطعة النسخة القادمة، سنجد أنفسنا على الأرجح نقول مع صدور فيفا 27:
"مش هنشتري… لكن احجز لي نسخة Ultimate من فضلك
انتظر فقط، وستسمع نفس الجملة: "دي آخر نسخة أشتريها"… قبل أن تفتح الباكج الأول.