كيف بدأ..وكيف أصبح (الذكاء الاصطناعي)
مقدمة:
إنتشر في الآونة الأخيرة مصطلح كثيراً ما يتردد على الألسنة ، بل و أصبحنا نراه واقعاً ملموساً ، و لا يخلو يوم أحدنا غالباً من استخدامه أو التعلم منه إنه عملاق القرن "الذكاء الاصطناعي".
البداية:
إنه صيف 1956عندما بدأت بزغ مصطلح "الذكاء الاصطناعي" والذي تزامن مع ظهور أول جهاز حاسوب يستطيع القيام بمجموعة من العمليات الحسابية ، إلا أنه كان ذو امكانيات محدودة ، وبحلول عام 1960بدأت الطموحات في الاتجاه نحو اختراع آلة إلكترونية تحاكي ذكاء العقل البشري ، وبدا الأمر في غاية الأهمية واهتمت بعض المؤسسات و رجال الأعمال بالأمر وبدأت في تخصيص ميزانيات ضخمة لذلك.
Shakey وEliza حقبة جديدة:
في عام 1966بدأت إنجاز جديد في الظهور ؛ shakey الربوت المتحرك الأول في عالم الذكاء الاصطناعي والذي كان لديه بعض الإدراك وكان يستطيع التفكير بمنطق فيما حوله ، بالإضافة إلى قدرته على التخطيط لبعض المهام البسيطة ، وفي نفس العام يخرج Eliza إلى النور والذي يعد أول بوت محادثة كتابية يتقمص شخصية طبيب نفسي يتعرف على مشكلتك ويجيب الشخص وكأنه في جلسة نفسية حقيقية ، كان خروج هاتين الآلتين صيحة وثورة في هذا العالم الرقمي الجبار "الذكاء الاصطناعي".
فترات الكساد للذكاء الاصطناعي:
كأي شيء مرت على صديقنا العملاق فترتي كساد ، كانت الأولى منذ عام 1974وحتى 1980حين فقد الكثيرون حماسهم وشغفهم نحو الذكاء الاصطناعي وشعر البعض بصعوبة الأمر وانسحبت الكثير من التمويلات التي كانت مُعَدة لهذا الأمر ، وأما فترة الكساد الثانية والتي بدأت في 1987 و حتى 1994و بالرغم من تكرار ما حدث من انسحاب الكثير من التمويلات إلا أنه وفي خلال هذه الفترة تم إنشاء المعهد الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي ، و قد برع العلماء الألمان في إخراج بعض التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي و خاصة في مجالات معينة ؛ مثل معالجة الصور ، فهم الكلام ، الربوتكس.
1995وتوالي الإنجازات:
وفي عام 1995قام العالم الألماني أرنست دكمانس بالتوصل لأول سيارة بالقيادة الذاتية والتي كانت إنجاز غير مسبوق في هذا التوقيت وقامت السيارة حينها بالقيادة من ميونخ إلى كوبنهاحن ، و بعد هذا الإنجاز العظيم بعامين ظهر إنجاز آخر وهو ظهور آلة أثبتت أنها يمكن أن تفوق ذكاء البشر ، وتجسد هذا في برنامج ديب بلو الذي استطاع التغلب على أسطورة الشطرنج "جاري كاسبروف" ، و بحلول العام 2000 زاد دخول الروبوتات في الصناعة والخدمات و ميكانيكا السيارات ، لكن كان الإزدهار الأكبر للذكاء الاصطناعي في عام 2010 وذلك بعد التطور الرهيب في قدرات الحواسيب والسعات التخزينية بالإضافة إلى رواج الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وتوالى الأمر بعد ذلك حتى ظهور siri و cortana و Google now والكثير من الأدوات التي صار معظمنا يستخدمها ، واستمر الأمر في التطور حتى ظهر العملاق الكبير و الفتى المدلل لإيلون ماسك chat-gpt الذي حظى بشهرة واسعة واستخدام قطاع عريض من البشر حول العالم .
الخاتمة:
وفي النهاية فإنه من الواضح أن وتيرة تسارع التطور في مجال الذكاء الاصطناعي قد زادت بشكل كبير وكل يوم بل وكل ساعة هناك جديد ، وأصبح الأمر في صورة شلال لن يتوقف ، و لا ندري إلى أي درجة سيصل هذا العملاق في الأيام القادمة؟!!