التكنولوجيا إيجابياتها و سلبياتها في العالم العربي
تعرف التكنولوجيا بانها الصيغه العملية للمعرفة النظرية بمعنى ان العلوم النظرية من جبر وفيزياء وهندسة تصير تكنولوجيا عندما تتحول الى أعمال تطبيقية تنجم عنها محسوسات( الات تصاميم خطط... )هكذا تصير التكنولوجيا تطبيقا لنتائج العلوم الذي تتولد عنه الالات والمخططات والأنظمة ...
وفق هذا التعريف يمكن اعتبار التكنولوجيا قديمة قدم الانسان الذي عمل منذ طفولة الإنسانية على تحويل افكاره النظرية الى اعمال تطبيقية يمكن ان نريد في هذا الاطار اختراع العجلة الذي وظف فيها الانسان القديم افكاره وخيالاته ومحاكاته للطبيعة،
ايجابيات التكنولوجيا: تمكننا التكنولوجيا بهذا المفهوم من عقلنة الاداء اي جعله علميا وفعالا كما تمكننا من اقتصاد الوقت اضف الى ذلك كونها تيسر الحياة وتعزز ذكاء الانسان تمكننا التكنولوجيا من خلال منتجاتها من الالات وخطط وتصاميم من التحكم في المحيط وتسخير الطبيعة من اجل رفاه
ية الانسان .
يمكن تقديم بعض الأمثلة في هذا السياق اكتشاف العجلة مثلا مكن الانسان القديم من تحسين طرق نقله للبضائع والاشياء ثم ان ألواح الطاقة الحرارية تحكمت في الطبيعة واستثمرت حرارة الشمس ناهيك عن تيسير الحياة في البيوت وخارجها من خلال الات كالسيارة والحاسوب والمصباح هذا على مستوى الات أما على مستوى التصاميم والخطط فيمكن تقديم نماذج تطوير لعب كرة القدم الاحترافية داخل رقعة الملعب او تطوير أداء الموظفين داخل المؤسسات الصناعية والإدارية. كل هذه التحسينات نجمت عن توظيف نتائج العلوم النظرية من الرياضيات وفيزياء و حياة وأرض.
التكنولوجيا بين النقل والتوطين: نقل التكنولوجيا هو استيراد التصاميم والمخططات والكفاءات والتقنيين والمعيدات من الخارج، بينما توطين التكنولوجيا هو جعلها تنمو محليا من خلال سياسة متينة و فعالة وابداعية في التعليم، وحفز الابداع وغيرهما. يتعقد الوضع أكثر إذا علمنا أن وتيرة تحويل نتائج العلوم النظرية إلى وقائع عملية أسرع، وصارنا أسرع وصرنا نتحدث في زمن محدود من أجيال المعدات مثلا كالهواتف المحمولة والسيارات والحواسيب...
يعاني العالم العربي من واقع النقل لغياب مرتكزات التوطين فنحن لا ننتج العلوم، وبالتالي لن نستطيع تحويل نتائجها الى محسوسات، لذلك نكتفي بالنقل بالرغم من سلبياته وعلى راسها شدة الارتباط بمراكز العلم والتكنولوجيا في العالم العربي إلى استيراد الكفاءة (المدرب الاجنبي مثلا)، والتصاميم والخطط انظمه تسيير الادارات مثلا والتقني للمواكبة والارتباط بالركب. أما أبناء الوطن العربي فيظلون بعيدا كل البعد عن التكنولوجيات الحديثة لغياب التوطين.
يتمثل توطين التكنولوجيا في جعلها تنمو داخليا ولتحقيق ذلك يتعين تشجيع العلوم التي تنجم عنها التكنولوجيات ويتعين في ذلك إصلاح التعليم والانفتاح على العالم المتقدم لا لنقل التكنولوجيا فحسب لتمكين أبنائنا من مؤهلات ومهارات وقدرات قادرة على جعل التكنولوجيا تنمو محليا
سلبيات التكنولوجيا: ساهمت التكنولوجيا في صناعة الأسلحة الذكية التي مارس الانسان بها أبشع الجرائم كما دفعت بالناس، خاصة الشباب منهم إلى الإدمان على الآلات بفعل شبكة الأنترنيت، ناهيك عن الدخل في الحياة الحميمة للإنسان والقلق المترتب على واقع أجيال المعدات ،لأن الفرد اليوم يحتاج إلى تغيير سيارته او تلفازه او حاسوبه او هاتفه لا لتقادمها وإنما لتخلفها عن الأجيال المعاصرة من هذه المعدات.
