مقارنة بين أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي: جوجل بارد ومايكروسوفت بينج
مقدمة
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي شائعة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة مع سباق الشركات لتطوير وكلاء محادثة قادرين على فهم اللغة الطبيعية وإجراء محادثات مثل البشر.
اثنان من أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي هما بارد من جوجل Google Bard وبينج المطور من مايكروسوفت Microsoft Bing. يعتمد كلاهما على نماذج اللغة الضخمة ويهدفان إلى أن يكونا رفيقين رقميين مفيدين وغير ضارين.
سيقارن هذا المقال بين هاتين الأداتين من حيث إمكاناتهما وقيودهما وتأثيراتهما المحتملة.
خلفية عن نماذج اللغة الضخمة
يعتمد كل من بارد وبينج في جوهرهما على نماذج اللغة الضخمة. نماذج اللغة الضخمة هي أنظمة ذكاء اصطناعي مدربة على مجموعات بيانات نصية ضخمة لتوليد نصوص شبيهة بالبشر من خلال التنبؤ بالكلمة التالية في التسلسل. كلما زاد التدريب على البيانات، أصبحت أفضل في المهام اللغوية الطبيعية مثل الإجابة على الأسئلة وتلخيص النصوص وإجراء المحادثات.
يستخدم بارد من جوجل نموذج اللغة الخاص بهم لامدا 2 LaMDA 2 ، في حين يستخدم بينج نموذجًا طورته شركة أنثروبك ويسمى كلود Claude. يحتوي كلا النموذجين على أكثر من 100 مليار معلمة تم تدريبهما على بيانات نصية من الإنترنت لاكتساب المعرفة حول العالم. وهذا يتيح لهما إجراء مناقشات مفيدة حول معظم المواضيع.
قدرات المحادثة
إحدى نقاط القوة الرئيسية لكل من بارد وبينج هي قدرتهما على فهم استفسارات اللغة الطبيعية والرد بطريقة ذكية وتفاعلية.
المعرفة والاستدلال
يظهر كلا الأداتين قدرات مثيرة للإعجاب في المعرفة والاستدلال، مما يتيح لهما الإجابة على أسئلة المعرفة العامة وتلخيص المقاطع الطويلة وشرح المفاهيم. على سبيل المثال، يمكنك طرح أسئلة معقدة مثل "اشرح الأسباب الرئيسية للأزمة المالية لعام 2008 بالتفصيل" والحصول على رد متأن ومتعمق.
يبدو بارد ماهرًا بشكل خاص في ربط المفاهيم المتباعدة وشرح السببية. ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن كلود قد يكون لديه ميزة عندما يتعلق الأمر بالاستدلال المنطقي وتجنب المزاعم الكاذبة.
الشخصية والتعاطف
صممت أنثروبيك كلود ليكون مفيدًا وغير ضار وأمينًا. وبالتالي، يهدف كلود إلى الحفاظ على نبرة محايدة وغير جدلية في ردوده.
تم بناء بارد ليكون أكثر إثارة وشخصية، على الرغم من أن هذا أدى إلى بعض الردود المشكلة. لا تزال جوجل تعمل على ضمان تزويد بارد بمعلومات مفيدة بدون لغة سامة Toxic أو متحيزة.
بشكل عام، لا يزال كلا الأداتين محدودين في قدرتهما على إدراك المشاعر والاستجابة بتعاطف وعاطفة مثل الإنسان. وهذا يمثل تحديًا مستمرًا للذكاء الاصطناعي المحادث.
الفكاهة والإبداع
يعرض كل من بارد وكلود بعض المهارة في الفكاهة والتعبير الإبداعي، مدفوعًا بالتدريب على النصوص البشرية على الأرجح. ومع ذلك، لا تزال قدراتهما تقل كثيرًا عن البشر.
عندما يُطلب منه، يمكن لبارد أن يروي النكت أو يكتب القصائد أو يواصل القصص بأسلوب بديع. ولكن فكاهته غالبًا ما تكون عابرة لركاب البحر أو غير مناسبة، مما يسلط الضوء على قيود الذكاء الاصطناعي الحالي. يميل كلود إلى تجنب النكت أو الكتابة الإبداعية لصالح ردود مفيدة وواقعية.
محادثات متعددة الجولات
يمكن لكل من بارد وكلود إجراء محادثات متعددة الجولات والاحتفاظ بالسياق من البيانات السابقة في الاعتبار. هذا يتيح حوارًا أكثر طبيعية ذهابًا وإيابًا مقارنةً بالتفاعلات ذات المرة الواحدة.
ومع ذلك، لا تزال المحادثات تبدو آلية في بعض الأحيان. يواجه الأدوات الذكاء الاصطناعي صعوبة في مطابقة القدرات البشرية مثل تغيير المواضيع بسلاسة أو دمج التجارب والذكريات الشخصية. لا يزال الحفاظ على حوارات طويلة متماسكة أمرًا صعبًا بالنسبة للذكاء الاصطناعي المعتمد على المحادثات.
الدقة والتأسيس
من المخاوف الرئيسية المتعلقة بنماذج اللغة الضخمة مثل بارد وكلود أنها ستولد معلومات خاطئة بثقة على الرغم من قدراتها على المعرفة والاستدلال. يحدث ذلك لأن النماذج تخترع ردودًا استنادًا إلى مطابقة الأنماط بدلاً من فهم المحتوى حقًا.
يخشى الخبراء من أن بارد قد يكون عرضة بشكل خاص للمزاعم الكاذبة بسبب إعطاء جوجل الأولوية للاهتمام على حساب الدقة في ردودها. تعمل كلتا الشركتين على تأسيس ردود النماذج في الحقائق والواقع بأكبر قدر ممكن.
القدرات خارج نطاق المحادثات
بالإضافة إلى قدرات المحادثة، يهدف بارد وبينج إلى مساعدة المستخدمين في مجموعة واسعة من المهام:
البحث والتعلم
يمكن لكلا الأداتين تلخيص المقالات الطويلة وشرح المفاهيم أو الأحداث الجارية بعمق وتوجيه المستخدمين إلى مصادر موثوقة وموثوق بها حول موضوع معين. وهذا يجعلهما أدوات بحث وتعلم محتملة مفيدة.
الإنتاجية
يمكن للأدوات الذكاء الاصطناعي المساعدة في مهام الإنتاجية مثل إدارة الجداول الزمنية وتعيين التذكيرات والتحويل بين الوحدات أو الملاحظات الخاصة بالعمليات الحسابية. ومع ذلك، فإنهما يفتقران إلى التكامل القوي مع تطبيقات وخدمات أخرى مما سيتيح مساعدة إنتاجية سلسة.
البحث
يتيح بينج للمستخدمين تحسين عمليات البحث على الويب من خلال التفاعلات المحادثة. على سبيل المثال، يمكنك القول "اعرض لي فقط مراجعات من المستخدمين" لتصفية النتائج.
تخطط جوجل لدمج بارد في محرك البحث الخاص بها لتحسين النتائج، ولكن التكامل لا يزال محدودًا في الوقت الحالي.
إنشاء المحتوى
يتفوق بارد في مهام كتاب إنشاء المحتوى مثل تأليف البريد الإلكتروني والمقالات والتعليمات البرمجية أو نسخ التسويق بشرط توفير مطالب واضحة، بينما يتردد بينج عندما يُطلب منه إنشاء محتوى أصلي.
التوصيات
يمكن لكلا الأداتين اقتراح المطاعم والأفلام والموسيقى والكتب وغيرها من التوصيات المناسبة لاهتمامات وتفضيلات المستخدم المعلنة. ومع ذلك، فإن فهمهما للسياق الشخصي والأذواق لا يزال أساسيًا إلى حد كبير.
القيود والمخاطر
في حين تمثل بارد وبينج تقدمًا مثيرًا للإعجاب في الذكاء الاصطناعي المحادث، إلا أنها تأتي أيضًا مع قيود ومخاطر كبيرة نموذجية لنماذج اللغة الضخمة الحالية:
عدم الدقة الواقعية
كما لوحظ أعلاه، غالبًا ما تولد الأدوات الذكاء الاصطناعي معلومات خاطئة أو مضللة على الرغم من معرفتها. ينشأ ذلك عن ميلها إلى الارتجال بدلاً من فهم المحتوى حقًا. هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث للحد من الحقائق المتخيلة.
اللغة السامة Toxic والتحيز
تخاطر النماذج بانعكاس الصور النمطية والتحيزات واللغة السامة الضارة التي تعلمتها من بيانات التدريب التي أنشأها البشر. واجه بارد من جوجل بالفعل مشاكل مع ردود متحيزة وغير مناسبة. لا يزال تحديد ومعالجة التحيزات النموذجية تحديًا هائلاً.
مخاطر الخصوصية
تثير الكميات الهائلة من البيانات الشخصية اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج اللغة الضخمة مخاوف بشأن الخصوصية. ستحتاج جوجل ومايكروسوفت إلى الشفافية بشأن كيفية التعامل مع بيانات المستخدم ومنع سوء الاستخدام.
أتمتة الوظائف
يخشى البعض من أن بارد وبينج يمكن أن يؤديا إلى أتمتة العديد من الأدوار البشرية في خدمة العملاء والبحث والكتابة ومجالات أخرى عند تحسين التكنولوجيا أكثر في المستقبل. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة حول التأثيرات المجتمعية الواسعة للذكاء الاصطناعي المحادث.
التلاعب
يمكن إساءة استخدام الأدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل بارد وبينج التي يُنظر إليها على أنها ذات مصداقية لنشر المعلومات الخاطئة أو التلاعب بالرأي العام على نطاق واسع.
المخاطر القانونية والأخلاقية
هناك أسئلة مفتوحة حول من يجب أن يتحمل المسؤولية إذا تسبب ال بوت في ضرر من خلال النصيحة الطبية غير الدقيقة أو اللغة المسيئة أو غيرها من القضايا. ستحتاج جوجل ومايكروسوفت والحكومات إلى التعاون لوضع أطر قانونية وأخلاقية مناسبة.
الطريق إلى الأمام
من المرجح أن يستغرق الأمر سنوات أو عقود قبل أن تتمكن الأدوات الذكاء الاصطناعي من مطابقة قدرات المحادثة البشرية مع الحد من المخاطر. لكن بارد وبينج يمثلان علامات بارزة، مدفوعة بالتقدم في نماذج اللغة وتقنيات التدريب والقوة الحوسبية.
تشمل المجالات الرئيسية للتحسين دقة وتأسيس استجابات الحقائق وإدارة السياق والذكريات الشخصية وإظهار التعاطف وتكييف الاستجابات بناءً على تعليقات المستخدم.
ستكون اللوائح والأخلاقيات والتعاون بين شركات التكنولوجيا والباحثين والحكومات أمرًا بالغ الأهمية ً
أيضا لتوجيه هذه التقنيات نحو نتائج إيجابية مع نمو التبني.
لا تزال الإمكانات الكاملة والمخاطر للذكاء الاصطناعي المحادث غير معروفة. ولكن التطوير الحكيم والمدروس يمكن أن يسمح للأدوات الذكاء الاصطناعي مثل بارد وبينج أن تصبح يومًا ما مساعدات لا غنى عنها بدلاً من تهديدات للبشرية.
الخلاصة
يمثل بارد من جوجل و بوت بينج من مايكروسوفت نقلات نوعية في الذكاء الاصطناعي المحادث، ممكنة بفضل التقدم الهائل في نماذج اللغة الضخمة على مدار السنوات القليلة الماضية.
يظهر كلاهما قدرات لغوية طبيعية مثيرة للإعجاب تتجاوز بكثير الأدوات الذكاء الاصطناعي السابقة.
ومع ذلك، لا يزال بارد وبينج يواجهان تحديات نموذجية لنماذج اللغة الضخمة الحالية حول الدقة والتحيز وحالات الاستخدام المناسبة.
لا يزال هناك الكثير من التقدم يتعين إحرازه قبل أن تتمكن الأدوات الذكاء الاصطناعي من منافسة الذكاء البشري وقدرات المحادثة.
من المهم في المستقبل التطوير المسؤول والحوكمة لهذه التقنيات لتقليل المخاطر وتوجيه الذكاء الاصطناعي المحادث نحو نتائج مفيدة تعزز بدلاً من استبدال الأدوار البشرية.
ولكن إذا تم بحكمة، يمكن لبارد وبينج وأدوات الذكاء الاصطناعي المستقبلية أن تفتح إمكانات جديدة للمعرفة والإبداع والاتصال بين البشر والآلات.
مقالات مشابهة
ما ذا تعرف عن Microsoft Bing : محرك البحث القوى من مايكروسوفت
You: محرك البحث الثوري مع مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي
