الواقع الافتراضي والواقع الحالي

الواقع الافتراضي والواقع الحالي

0 المراجعات

تتطور تكنولوجيا الواقع الافتراضي باستمرار وتشهد تحسينات ملحوظة في الآونة الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام المتزايد من شركات التقنية والاستثمارات الكبيرة في هذا المجال تشير إلى أن الواقع الافتراضي قد يصبح جزءًا رئيسًا من حياتنا اليومية في المستقبل.


ماذا يعني مصطلح الواقع الافتراضي؟

قبل النظر في التطورات الحالية في تكنولوجيا الواقع الافتراضي، يجب تحديد ما نعني بهذا المصطلح.

الواقع الافتراضي هو تقنية تستخدم لخلق بيئات افتراضية تبدو وكأنها حقيقية للغاية، التي يمكن للمستخدمين التفاعل معها باستخدام واجهات مختلفة، مثل نظارات الواقع الافتراضي أو القفازات الذكية.

تعد التطورات الحالية في تكنولوجيا الواقع الافتراضي مذهلة، فقد شهدت السنوات الأخيرة تحسينات كبيرة في مجالات مثل جودة الصورة وسلاسة التفاعل، إضافةً إلى زيادة عدد البرامج والتطبيقات المتاحة للمستخدمين، وقد أدى ذلك إلى زيادة اهتمام الناس بالتكنولوجيا، وزيادة استخدامها في مجالات مختلفة.

على سبيل المثال، تستخدم التقنية في مجال تدريب الرياضيين المحترفين، إذ يمكن للرياضيين استخدام نظارات الواقع الافتراضي  لتحسين أدائهم وتطوير مهاراتهم في منافسات البطولات، كما يمكن استخدام التقنية في مجال الصحة، إذ تطور عديد من التطبيقات والأجهزة الطبية التي تستخدم التقنية لتحسين تشخيص وعلاج المرضى.

ومع ذلك، تواجه تكنولوجيا الواقع الافتراضي تحديات، مثل ارتفاع تكلفة الأجهزة وصعوبة استخدامها بفاعلية، كما أن هذه التقنية قد تستهلك كثيرًا من الطاقة وتتطلب موارد حاسوبية قوية لتشغيلها.

فهذه التكنولوجيا قد تساعد على تحسين الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا، وتجعل تجاربنا اليومية أكثر إثارة وإمتاعًا.

 

الواقع الافتراضي والواقع الحالي

عمومًا، يمكن القول إن التكنولوجيا المتطورة في مجال الواقع الافتراضي تشير إلى أنها ستصبح جزءًا من حياتنا اليومية في المستقبل القريب، فمع تطور تلك الأجهزة والبرامج، قد نشهد استخدامات أكثر انتشارًا لهذه التكنولوجيا  في حياتنا الروتينية، كما قد يظهر استخدامها في صناعات أخرى.

ولكن، يجب ملاحظة أن واقعية هذه التجارب الافتراضية لا قد تغنينا عن الواقع الفعلي والتفاعل الاجتماعي مع بيئتنا والآخرين، فهذه التقنية يجب أن تستخدم بحكمة وتوازن لتساعد على تطوير حياتنا إيجابيًّا، دون التأثير على قدرتنا على التفاعل الاجتماعي الحقيقي.

وبالنسبة للسؤال المطروح في العنوان، فإن الإجابة تعتمد على انتشار هذه التكنولوجيا وتوفرها للجميع.

إذا استطاعت التكنولوجيا المتطورة في مجال الواقع الافتراضي تقديم تجارب أكثر واقعية وتحسين قيمة حياتنا، فإنه من الممكن أن نشهد استخدامات أكثر واسعة لهذه التقنية في حياتنا اليومية.


الذكاء والذكاء الاصطناعي

إن الذكاء الإنساني له عدة تعريفات علمية وفلسفية، ولكن هنا سنناقش الفرق بين الذكاء الإنساني (إذا صح التعبير) والذكاء الاصطناعي.

عندما بدأ الانسان في التعامل مع الآلات بدءا من المعول، والشادوف، مرورا بالسيارة والمصانع، وحتى الحاسب الآلي كان الهدف هو القيام بأعمال روتينية بشكل أسهل، وبجهد أقل، وفي وقت أقل، ولكن بلا حاجة من الآلة للتفكير أو الاعتماد على ذكائها، وبالتالي فإن الآلة منذ أن تصنع وتدخل الخدمة وحتى انتهاء صلاحيتها أو عطبها لا تفعل إلا ما صنعت من أجله، بما في ذلك الحاسب الآلي (التقليدي) فكل الآلات صممت لعمل معين أو أعمال محددة لا تستطيع أن تقوم بغيرها إلا بتدخل الإنسان بالتعديل أو البرمجة أو التطوير. 

وكان على الإنسان دائما أن يطور الآلة بحيث تؤدي العمل بسرعة، وبدقة، وبأقل تكاليف، وربما بدون الحاجة للإنسان إلا في الطوارئ كتوقف الآلة أو الحاجة للصيانة.

ولكن بمرور الوقت استطاع الإنسان أن يوجد برامج (تطبيقات) يمكن جعلها تكتسب معلومات من مستخدميها عن طريق جمع بيانات بأشكالها المختلفة (مكتوبة أو صورية أو صوتية وغيرها) تتم معالجتها بحيث إن البرنامج يمكنه تعديل الأداء (سلوكه) حسب هذه البرمجيات وربما حسب المستخدم نفسه، وساهم الإنترنت بشكل كبير (وربما ما كان هذا ممكنا بدونه) في التطور المذهل لهذه البرامج حتى جاء اليوم الذي تم فيه بلورة الأمر وتسمية هذا بالبيانات الكمية، وتعلم الآلة وفي الشكل الإعلامي "الذكاء الاصطناعي" والذي يجب التأكيد على أنه ليس نفس الذكاء الإنساني الذي هو في أبسط تعريفاته: "التعامل مع مشكلة جديدة ليس لها سابقة وحلها"، والمرتبط بأن العبقرية هي: "توقع مشكلة ليس لها سابقة وإيجاد حل لها".

فالذكاء الاصطناعي ليس إلا استخدام بيانات (معلومات مجازًا) متاحة للآلة بشكل مستمر للتعامل مع معطيات جديدة، ولكنها تبقى في إطار هدف محدد أو أعمال محددة تقوم بها هذه الآلة.


وماذا عن صوفيا (Sophia the robot)؟

صوفيا ينطبق عليها نفس المنطق، ولكي تقوم صوفيا بالكلام والرد على أسئلة يجب أن تظل مربوطة بكم البيانات الهائل المتاح على الإنترنت، ولتقوم بأي عمل مثلما قامت بالرسم مؤخرا فإنه يلزمها كمًا من البيانات تحوله إلى حركات تؤدي إلى الرسم... وهذا هو الذكاء الاصطناعي.

إذا كان هكذا فلماذا هو مهم؟

لأنه طوّر كل من سرعة الأداء ودقتها بالإضافة إلى إمكانية تعدد المهام والمجالات، وهذه نقلة حضارية يجب أن تفرغ الإنسان للتفكير في تطورات وأفكار أكثر بينما تقوم الروبوتات بأداء الأمور الروتينية بشكل يبدو ذكيا وسريعا ولطيفا.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

50

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة