كيف يعمل الإنترنت
الإنترنت هو شبكة عالمية تربط بين أجهزة الحاسوب والخوادم عبر العالم، ويعتبر الإنترنت اليوم واحداً من أهم الوسائل التي يستخدمها البشر للتواصل وتبادل المعلومات والخدمات. ومع ذلك، فإن الكثير من الأشخاص لا يفهمون كيف يعمل الإنترنت بشكل دقيق. في هذه المقالة، سنتحدث عن كيفية عمل الإنترنت.
أساسًا، يعتمد الإنترنت على شبكة من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض، حيث يتم توصيل هذه الأجهزة بواسطة ما يسمى بـ"الشبكات". تتكون هذه الشبكات من الأسلاك والأقمار الصناعية والهوائيات والأجهزة الأخرى التي تعمل على نقل البيانات بين الأجهزة المتصلة.
عندما تقوم بتصفح الإنترنت، فإنك تستخدم متصفح الويب على جهاز الحاسوب الخاص بك للاتصال بالإنترنت. بعد ذلك، تقوم بإدخال عنوان موقع الويب الذي تريد زيارته، ويقوم جهاز الحاسوب الخاص بك بإرسال طلب للحصول على الموقع إلى الخادم الذي يستضيف الموقع.
عندما يصل الطلب إلى الخادم، يتم تحليله ومعالجته، ويتم إرسال الملفات المطلوبة من الموقع، مثل الصور والنصوص وملفات الفيديو، إلى جهاز الحاسوب الخاص بك عبر الشبكة.
يتم تبادل البيانات بين الأجهزة المختلفة في الإنترنت باستخدام ما يسمى بـ"بروتوكول نقل النصوص" (TCP/IP). يتم تجزئة البيانات إلى حزم صغيرة ترسل عبر الشبكة إلى الجهاز المقصود
وتحدث عملية نقل البيانات عبر الإنترنت باستخدام ما يسمى بـ"بروتوكول نقل النصوص الآمن" (HTTPS)، وهو بروتوكول يستخدم تشفير البيانات لحمايتها من الاختراق والتجسس. ويعمل HTTPS بشكل مشابه لبروتوكول نقل النصوص العادي، ولكنه يضيف طبقة إضافية من التشفير للحماية.
يتم تسجيل النطاقات الخاصة بمواقع الويب عبر ما يسمى بـ"مسجل النطاقات"، ويتم حجز النطاقات لفترات زمنية محددة ويتم تجديدها بانتظام.
وتتم إدارة تدفق البيانات في الإنترنت عبر ما يسمى بـ"موجهات البيانات" (routers)، حيث تعمل هذه الموجهات على توجيه البيانات بين الأجهزة المختلفة في الإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الإنترنت على مجموعة من البروتوكولات الأخرى، مثل بروتوكول البريد الإلكتروني (SMTP) وبروتوكول نقل الملفات (FTP)، والتي تسمح بتبادل البيانات بين الأجهزة المختلفة.
باختصار، يتكون الإنترنت من شبكة من الأجهزة والخوادم والشبكات المتصلة ببعضها البعض، ويعتمد على مجموعة من البروتوكولات والتقنيات لنقل البيانات بين الأجهزة. وعندما تتصفح الإنترنت، فإنك ترسل طلبات للحصول على المواقع والبيانات المختلفة، ويتم إرسال هذه البيانات عبر الشبكة إلى جهاز الحاسوب الخاص بك.
و قد يتسائل البعض كيف يتم نقل هذا الكم المهول من البيانات والمعلومات،الإجابة ببساطة هي عن طريق الكابلات البحرية عبر المحيطات.
لنقل الإنترنت عبر المحيطات، تتمثل العملية في توصيل الكابلات البحرية الضخمة التي تحمل بيانات الإنترنت من خلال البحار والمحيطات. ويعد تنفيذ هذه العملية من أكثر العمليات تعقيدًا وتحديًا في عالم الاتصالات. فعلى سبيل المثال، يُعتبر الكابل البحري الذي يربط الولايات المتحدة وأوروبا من أكبر الكابلات البحرية في العالم، وتمتد طوله إلى 5,900 كيلومتر.
عندما تريد جهازك الاتصال بموقع على الإنترنت، فإنه يتصل بمزود خدمة الإنترنت الذي يملك خوادم تحويل الأرقام إلى عناوين الإنترنت. وبعد ذلك، يتم توجيه طلب الاتصال إلى الموقع المطلوب، ويتم إرسال البيانات من خلال الكابل البحري إلى الموقع المطلوب، ويتم تحويل البيانات إلى صور ونصوص وملفات صوتية وغيرها.
وتتطلب عملية نقل الإنترنت عبر المحيطات أساليب تقنية متقدمة للغاية. فمثلاً،
يتم تقسيم الكابلات البحرية إلى قطع صغيرة تزن أقل من 4 طن، ويتم تعليقها بواسطة قوارب تعمل بالطاقة الكهربائية وتزود بأنظمة تحديد المواقع GPS. وتعتبر هذه القوارب هي المسؤولة عن نقل الكابلات البحرية عبر المحيطات، ويتم تركيب الكابلات في الأعماق المحيطية باستخدام أجهزة خاصة لرفعها وإنزالها.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تجهيز الكابلات البحرية بأحدث التقنيات الحديثة لتقليل فرصة تعطلها. وتشمل هذه التقنيات وحدات القياس والرصد التي تستخدم للكشف عن أي مشاكل محتملة ومراقبة سلامة الكابلات. وتمتلك الكابلات البحرية أيضًا طبقات عازلة وواقية للحماية من الظروف البيئية الصعبة في المحيطات، مثل درجات الحرارة المنخفضة والأعاصير والعواصف البحرية.
وبما أن الإنترنت يتم نقله عبر الكابلات البحرية، فإن أي تعطل في الكابل يمكن أن يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في سرعة الإنترنت أو حتى إلى انقطاعها بشكل كامل. وهذا يعني أنه يتعين على الشركات المسؤولة عن بناء وصيانة الكابلات البحرية العمل بجدية كبيرة للحفاظ على سلامة هذه الكابلات وتجديدها بشكل منتظم.
وفي النهاية، يتعين علينا الإدراك بأن الإنترنت لا يأتي بشكل سحري، بل يتم نقله عبر الكابلات البحرية الهائلة والمعقدة التي تعتبر عملاً فنيًا بحد ذاته. ومع الاعتماد المتزايد على
الإنترنت في جميع أنحاء العالم، يزداد الضرورة للعمل على تحسين تقنية الكابلات البحرية وتوسيع شبكتها لتلبية الطلب المتزايد. وتشير التوقعات إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات في هذا المجال في المستقبل القريب، حيث يتوقع أن يزيد عدد المستخدمين للإنترنت من خلال الأجهزة الذكية والأجهزة المتصلة بالإنترنت، مثل الأجهزة المنزلية الذكية والسيارات المتصلة بالإنترنت.
وفي النهاية، يعد الإنترنت واحدًا من أهم الابتكارات التكنولوجية في التاريخ، وتقنية الكابلات البحرية هي الظهر الحقيقي لهذا الابتكار. فهي تعتبر الروابط الحيوية بين الدول والقارات وتجعل العالم متصلاً ومترابطاً بشكل لم يسبق له مثيل. ولذلك، يجب علينا التعرف على أهمية تقنية الكابلات البحرية والعمل على دعمها وتحسينها لضمان استمرارية هذه التقنية الحيوية للإنترنت في المستقبل.