
انقطاع الإنترنت في البحر الأحمر: خلل تقني أم أزمة إقليمية؟

انقطاع الإنترنت بسبب قطع كابلات بحرية في البحر الأحمر: الأسباب والتأثيرات والتوقعات
مقدمة
في واحدة من أبرز حوادث الإنترنت هذا العام، تعرضت شبكة الإنترنت في عدة دول من الشرق الأوسط وآسيا لانقطاع واضطرابات متكررة، بسبب قطع كابلات بحرية تمر عبر البحر الأحمر. هذا الحادث الفني أثار تساؤلات عديدة حول أمن البنية التحتية الرقمية في مناطق التوتر الجيوسياسي، وأعاد إلى الواجهة أهمية الكابلات البحرية التي تُعد العمود الفقري لشبكة الإنترنت العالمية.
ما الذي حدث في البحر الأحمر؟
بحسب ما نشرته وكالة رويترز بتاريخ 6 سبتمبر 2025، فإن ثلاثة كابلات بحرية رئيسية هي:
- SEA-ME-WE 4 (SMW4)
- IMEWE
- FALCON GCX
تعرضت لقطع أو أعطال بالقرب من السواحل السعودية، تحديدًا في منطقة قريبة من مدينة جدة. وتشير التقارير إلى أن هذه الكابلات مسؤولة عن نقل نسبة كبيرة من حركة الإنترنت بين آسيا وأوروبا عبر ممر البحر الأحمر وقناة السويس.
كيف تأثرت خدمات الإنترنت؟
تسبب الحادث في تباطؤ كبير في خدمات الإنترنت في عدة دول مثل:
- الإمارات
- السعودية
- الهند
- باكستان
- قطر
وشهد المستخدمون ارتفاعًا في زمن الاستجابة (Latency)، وانخفاضًا في سرعة التحميل، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى بعض الخدمات السحابية والبنكية.
🔹 شبكة Netblocks أشارت إلى أن حجم التأثير يختلف من دولة لأخرى، حسب مدى اعتمادها على المسارات المتضررة.
ماذا قالت الشركات العالمية؟
أصدرت شركة Microsoft بيانًا رسميًا ذكرت فيه أن بعض عملاء Azure في الشرق الأوسط وآسيا واجهوا تأخيرًا في الوصول إلى الخدمات. وأوضحت أنها فعّلت طرق بديلة لإعادة توجيه البيانات بهدف التخفيف من أثر الانقطاع.
✅ تصريح Microsoft عبر Times of India
من المسؤول؟ وهل هناك شبهة عمل تخريبي؟
حتى الآن، لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن قطع الكابلات البحرية، كما لم تُصدر الحكومات المعنية بيانات تحدد سبب الأعطال.
إلا أن بعض التحليلات ترى أن هناك احتمالية لوجود خلفيات جيوسياسية أو أمنية، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، ونشاط جماعة الحوثي في المنطقة.
ومع ذلك، هناك أيضًا احتمالات غير عدائية، مثل:
سحب خاطئ من مرساة سفينة تجارية.
زلازل تحت الماء أو نشاط جيولوجي.
سوء صيانة أو تلف طبيعي نتيجة التآكل.
كيف تتم عملية الإصلاح؟ وكم ستستغرق؟
تُرسل حاليًا سفن إصلاح متخصصة إلى نقاط القطع لتحديد طبيعة العطل والبدء بإعادة الربط.
وتستغرق هذه العمليات عادة بين أسبوعين إلى شهر حسب الظروف، بما في ذلك:
تحديد موقع العطل بدقة.
إرسال غواصات صغيرة أو روبوتات تحت الماء.
إصلاح أو استبدال الأجزاء المتضررة.
ماذا بعد؟ الدروس المستفادة
أبرز ما كشفه هذا الحادث هو هشاشة الاعتماد العالمي على مسارات بحرية محدودة. إذ تمر معظم الكابلات العالمية عبر ممرات ضيقة مثل البحر الأحمر، مما يجعل أي خلل فيها ذا تأثير عالمي.
لذلك، يرى الخبراء ضرورة:
- تنويع مسارات الإنترنت الدولية.
- الاستثمار في حلول بديلة مثل الأقمار الصناعية.
- تعزيز التعاون الدولي لحماية البنية التحتية الرقمية.
خلاصة
انقطاع الإنترنت بسبب قطع الكابلات البحرية في البحر الأحمر ليس مجرد خلل تقني، بل ناقوس خطر بشأن أمن واستدامة الإنترنت العالمي. وفي ظل ازدياد التوترات الجيوسياسية واعتماد العالم الرقمي على هذه الكابلات، فإن الحاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى لوضع خطط بديلة، والتفكير في حلول أكثر مرونة ومتانة لضمان استقرار الشبكة العالمية.
مصادر موثوقة:
Times of India – بيان Microsoft بشأن Azure