وجهي الحقيقي خلف الشاشة

وجهي الحقيقي خلف الشاشة

0 المراجعات

أحيانًا ببص في موبايلي وأتفرج على صور ناس أعرفهم… ناس بتضحك، بتسافر، بتنجح، وبتحقق حاجات يمكن أنا لسه موصلتش ليها. وكل مرة أفتح فيها إنستجرام أو فيسبوك، بلاقي نفس الإحساس بيرجعلي: "هو أنا بجد متأخر؟ هو كل الناس ماشية في السكة الصح وأنا بس اللي تايه؟"

بس الحقيقة اللي بدأت أفهمها بعد شوية وقت ومراقبة، إن مش كل حاجة بشوفها على السوشيال ميديا حقيقية. الصورة اللي اتصورت بعد 30 محاولة، والضحكة اللي وراها دمعة، والنجاح اللي جه بعد فشل متكرر… كل ده مش بيبان في البوستات. مواقع التواصل بقت شبه مسرح كبير، وكل واحد فينا بيطلع يمثل الدور اللي الناس عاوزة تشوفه.

أنا شخصيًا مريت بفترة كنت بتأثر فيها جدًا بكل لايك وبكل تعليق. لو صورة جابت تفاعل، كنت بفرح جدًا، ولو مفيش اهتمام، بحس إني مش كفاية. وده الإحساس اللي كتير من الشباب حاليًا بيعدي بيه، حتى لو مش بيقول. بنربط قيمتنا بعدد المتابعين، وبنقيس حب الناس بعدد القلوب الحُمر.

ومع الوقت، اكتشفت إن دي مش طريقة صحية أعيش بيها. أنا مش صورة، ومش "ستوري" مدته 15 ثانية. أنا بني آدم عندي أيام حلوة وأيام لا، عندي نجاحات، وعندي محاولات لسه ما نجحتش. والاعتراف بده قدام نفسي، كان أول خطوة إني أتصالح معاها.

السوشيال ميديا مش كلها وحشة، طبعًا لأ. فيها فرص، وعلاقات، وشغل، وتعلم. أنا شخصيًا اتعرفت من خلالها على ناس غيروا حياتي. لكن الفكرة مش في المنصة نفسها، الفكرة في إزاي بنستخدمها. هل هي أداة بنفيد بيها نفسنا؟ ولا وسيلة بنجلد بيها ذاتنا كل يوم؟

لو كل مرة دخلت فيها على فيد الناس حسيت إنك قليل، يبقى محتاج تراجع نظرتك للموضوع. خد بريك من كل ده. اقعد مع نفسك، من غير فلتر، من غير ضغوط. شوف إيه اللي بتحبه بجد، مش اللي بيجي عليه تفاعل أكتر. ارجع لحياتك الطبيعية، لحاجات بسيطة زي القعدة مع أصحابك، الهوايات اللي بتحبها، الكلام الحقيقي مش بس الـ"تايبينج..."

في الآخر، إحنا مش محتاجين نعيش علشان نقنع الناس، إحنا محتاجين نعيش علشان نرضى نفسنا. افتكر دايمًا إنك أكتر من صورة، وأغلى من تعليق، وأصدق من أي "فلتر".

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة