
رحلة في عالم الذكاء الاصطناعي (الجزء الثاني): المحطات الرئيسية في تاريخه
رحلة في عالم الذكاء الاصطناعي )الجزء الثاني): المحطات الرئيسية في تاريخه
✍️ خالد الفرج
______________________________________________________________________
كما ذكرنا في الجزء الأول من سلسلة #رحلة_في_عالم_الذكاء_الاصطناعي، سيكون حديثنا اليوم عن أبرز المحطات التي مر بها الذكاء الاصطناعي عبر التاريخ.
هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي وُلد مع الحواسيب الحديثة؟
قد يبدو ذلك صحيحًا للوهلة الأولى، لكن الحقيقة أن فكرة "الآلة الذكية" قديمة جدًا، وظهرت منذ قرون طويلة.
لقد حلم الإنسانlمنذ القدم بصنع آلات تفكر وتساعده، وحاول أن يجعلها تفهمه أيضًا.
في هذا المقال، سننطلق في رحلة ممتعة نتعرّف خلالها على أهم المراحل التي مرت على الذكاء الاصطناعي حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليوم.
🏛️ من الأساطير إلى الفلسفة
القرون القديمة: في الأساطير اليونانية والرومانية، نجد قصصًا عن كائنات صناعية تتحرك وتتحدث مثل البشر. كانت مجرد خيال، لكنها تعبر عن رغبة الإنسان في اختراع آلة ذكية.
القرن السابع عشر: بدأ الفلاسفة يتأملون في طبيعة الإنسان، ومنهم الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الذي تساءل: "هل يمكن أن يعمل جسم الإنسان مثل الآلة؟" وهنا بدأت أفكار تشبّه الدماغ بجهاز ميكانيكي.
💡 القرن العشرون: بداية الذكاء الاصطناعي الحديث
1936 – آلة تورينج: قدّم العالم البريطاني آلان تورينج فكرة "الآلة الشاملة" التي تستطيع حل أي مسألة رياضية إذا عُرفت خطوات الحل. وقد أصبحت هذه الفكرة فيما بعد الأساس النظري للحواسيب التي نستخدمها اليوم.
1950 – اختبار تورينج: اقترح تورينج اختبارًا بسيطًا: إذا لم يستطع الإنسان أن يفرّق بين إجابة إنسان وآلة، فإن الآلة تُعتبر ذكية. هذا الاختبار لا يزال يُستخدم حتى اليوم لتقييم مستوى الذكاء الاصطناعي.
1956 – بداية التسمية: في مؤتمر عُقد بجامعة دارتموث في أمريكا، اقترح العالم جون مكارثي استخدام مصطلح الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، وهكذا بدأ هذا المجال كعلم مستقل.
⚙️ السبعينيات والثمانينيات: بداية بطيئة وتحديات
ظهرت خلال هذه الفترة بعض البرامج التي تقوم بحل مسائل رياضية وتلعب الشطرنج.
لكن بسبب ضعف أجهزة الحاسوب وقلة البيانات، تباطأ التقدم، مما أدى إلى ما يُعرف بـ "شتاء الذكاء الاصطناعي"، وهي فترة فقد فيها كثيرون الأمل في تطور هذا المجال.
♟️ عام 1997 – الحاسوب يهزم بطل الشطرنج
في لحظة فارقة، فاز الحاسوب Deep Blue من شركة IBM على بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف.
هذا الحدث أثبت أن الذكاء الاصطناعي قادر على التفوق على الإنسان في بعض المهام التي تحتاج إلى تفكير استراتيجي.
📈 من عام 2010 حتى اليوم: عصر الذكاء العميق
مع انتشار الإنترنت، أصبح هناك كم هائل من البيانات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي للتعلّم.
ظهر ما يُعرف بـ التعلّم العميق (Deep Learning)، والذي ساعد الآلات على فهم الصور، الأصوات، واللغة.
عام 2016: فاز برنامج AlphaGo من شركة DeepMind على بطل لعبة "غو"، وهي لعبة أكثر تعقيدًا من الشطرنج.
من 2020 فصاعدًا: ظهرت نماذج لغوية قوية مثل GPT، القادرة على كتابة نصوص، تقديم نصائح، المساعدة في التعليم، وحتى الترفيه.
🧭 خلاصة الرحلة
من مجرد فكرة في الأساطير والفلسفة، إلى أدوات ذكية تساعدنا اليوم في الطب والتعليم والإعلام…
لقد مر الذكاء الاصطناعي برحلة طويلة، لكن وتيرته الآن أسرع من أي وقت مضى، وقد بدأ بالفعل في تغيير ملامح المستقبل.
📌 في المقال القادم بإذن الله سنتحدث عن:
• الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي
• كيف يعمل الذكاء الاصطناعي من الداخل؟
• ماذا يخبّئ لنا المستقبل في هذا المجال؟
• ما هي "هندسة التلقين"؟ ولماذا هي مهمة في تدريب النماذج اللغوية؟
• أمثلة عملية على التلقين (Prompting)
✍️ هل أضفنا لك معلومة جديدة اليوم؟
شاركنا رأيك، ولا تنسَ نشر المقال مع أصدقائك المهتمين بالتكنولوجيا.
نلتقي في الجزء الثالث قريبًا بإذن الله.
خالد الفرج
في هذا الجزء الثاني من سلسلة "رحلة في عالم الذكاء الاصطناعي"، يأخذنا الكاتب خالد الفرج في جولة ممتعة ومبسطة عبر أبرز المحطات التاريخية التي شكّلت تطور الذكاء الاصطناعي. بدءًا من جذوره الفلسفية القديمة، مرورًا بأعمال آلان تورينج، ووصولًا إلى العصر الحديث الذي يشهد طفرة في تقنيات التعلم العميق والنماذج اللغوية. المقال يقدّم سردًا شيّقًا وسهل الفهم لمن يرغب في التعرف على كيف تحوّلت فكرة "الآلة الذكية" من خيال إلى واقع.
##الذكاء_الاصطناعي #تاريخ_الذكاء_الاصطناعي #آلان_تورينج #آلة_تورينج #اختبار_تورينج #جون_مكارثي #شتاء_الذكاء_الاصطناعي #ديب_بلو #AlphaGo #التعلم_العميق #نماذج_اللغة_الكبيرة #GPT #تطور_الذكاء_الاصطناعي #الذكاء_الاصطناعي_في_الشطرنج #الذكاء_الاصطناعي_والبيانات