تأثير تحديثات جوجل كروم الجديدة على تجربة المستخدم ومستقبل الخصوصية على الإنترنت

تأثير تحديثات جوجل كروم الجديدة على تجربة المستخدم ومستقبل الخصوصية على الإنترنت

1 المراجعات

في عالم الإنترنت الذي نعيشه اليوم، تعتمد تجربة المستخدم بشكلٍ كبير على الحماية والخصوصية أثناء التصفح، إلا أن التغييرات القادمة في متصفح "جوجل كروم" توحي بمستقبل قد لا يكون مُرضيًا للجميع. فقد أعلنت شركة جوجل مؤخرًا عن إطلاق تحديث جديد لمتصفح كروم، والذي تدعي أنه يهدف إلى حماية المستخدمين. لكننا نتساءل: هل هذه الخطوة تخدم المستخدمين حقًا أم أنها تساهم في تقييد حرية التصفح؟ في هذه المقالة على أموالي amwaly، سنستعرض كيف يمكن أن تؤثر هذه التحديثات على تجربتك على الإنترنت ولماذا قد تجعل استخدامك للمتصفح تجربة مزعجة مليئة بالإعلانات وتراجع الخصوصية.

من هي جوجل ولماذا تهيمن على شبكة الإعلانات؟

جوجل هي واحدة من أضخم شركات العالم، ويمثل الإعلان الدعامة الأساسية لاقتصادها. تدير جوجل أكبر شبكة إعلانات على الإنترنت بلا منازع، حيث تصل إعلاناتها إلى المستخدمين في كل مكان، وذلك بفضل هيمنتها على السوق من خلال منتجاتها المتنوعة مثل محرك البحث "جوجل" ومتصفح "جوجل كروم" ويوتيوب وغيرها. يمتلك متصفح كروم حصة تقدر بـ64% من مستخدمي الإنترنت، سواء عبر الأجهزة المحمولة أو أجهزة الحواسيب، مما يجعل جوجل قادرة على التحكم في تجربة التصفح لدى نسبة كبيرة من المستخدمين.

لكن، لماذا تستثمر جوجل في السيطرة على المتصفح الأكثر شهرة عالميًا؟ الإجابة تكمن في حاجة جوجل الدائمة لجمع معلومات المستخدمين؛ لأن جودة إعلاناتها تعتمد على تتبع اهتماماتهم وتفضيلاتهم. ولهذا، تواصل جوجل العمل على تطوير تكنولوجيا تتبع قوية تجمع بيانات دقيقة حول ما يفضله المستخدمون والمواقع التي يزورونها والفيديوهات التي يشاهدونها.

تحديث "مانيفست V3": الكابوس القادم للخصوصية

أعلنت جوجل عن إطلاق تحديث جديد للمتصفح تحت مسمى "مانيفست V3"، والذي من شأنه أن يحد من قدرات بعض الإضافات المفيدة، مثل أدوات حجب الإعلانات "Ad Blockers" التي يعتمد عليها الكثير من المستخدمين لحماية خصوصيتهم وتجنب الإعلانات المزعجة. يحتوي هذا التحديث على تغييرات جذرية تمنع أدوات حجب الإعلانات من القيام بوظائفها على النحو الأمثل، تحت ادعاء أن هذه الخطوة تهدف لحماية المستخدمين. لكن الحقيقة تبدو عكس ذلك.

كيف يعمل "مانيفست V3"؟

يعتمد "مانيفست V3" على تغييرات في آلية استدعاء واجهات برمجة التطبيقات "API Calls" التي تستخدمها الإضافات للتحكم في محتوى الصفحات التي يزورها المستخدمون، مثل إزالة الإعلانات. كان "مانيفست V2" يسمح بتوفير واجهات برمجة تجعل الإضافات، كحاجب الإعلانات "Ublock Origin"، قادرة على فلترة الإعلانات، لكنه في الإصدار الجديد يحجب هذه الإمكانيات ويقلص من قدرة المبرمجين على تطوير إضافات تضمن خصوصية وسرعة التصفح.

تأثير مانع الإعلانات على تجربة التصفح

توفر أدوات حجب الإعلانات مثل "Ublock Origin" ميزة أساسية، فهي لا تحجب الإعلانات فحسب، بل تمنع أيضًا ما يسمى بـ"التراكرز"، وهي أدوات تتبع تستخدمها الشركات لجمع معلومات عن أنشطة المستخدمين. يعد وجود هذه التراكرز خطيرًا على الخصوصية، حيث تتيح هذه الأدوات لجوجل وشركائها جمع بيانات حول اهتمامات المستخدمين وتفضيلاتهم والمواقع التي يزورونها. بفضل حاجب الإعلانات، يمكن للمستخدمين تصفح الإنترنت بدون إعلانات، وبحماية إضافية للخصوصية.

لكن مع قدوم "مانيفست V3"، قد يصبح هذا النوع من الإضافات عديم الفائدة، مما يعني أن المستخدمين سيكونون مجبرين على مشاهدة الإعلانات في كل زاوية من زوايا الإنترنت، وسيصعب عليهم التخلص منها. هذا الأمر لا يقتصر على الإعلان فقط، بل يشمل أيضًا استخدام جوجل لهذه البيانات في بيع الإعلانات بشكل مخصص إلى شركات أخرى.

ماذا يعني ذلك لخصوصيتك؟

جوجل ليست مجرد محرك بحث، بل هي شركة إعلانات في الأساس، حيث يشكل الإعلانات نحو 70% من إيراداتها. ولفهم دور الخصوصية في هذه المعادلة، يجب أن نعلم أن جوجل تحتاج إلى معرفة من هم المستخدمون، وما هي تفضيلاتهم وأعمارهم، بل حتى هواياتهم واهتماماتهم. وهذا يجعل الخصوصية عاملًا غير مرغوب فيه بالنسبة لجوجل، لأن المعلومات الشخصية تمثل لها مصدر دخل. ولتحقيق هذا الهدف، تستخدم جوجل التراكرز وتتبع سلوكيات المستخدمين عبر أدواتها المختلفة، مما يجعل الخصوصية أمرًا ثانويًا في سياستها.

بالتالي، يمكن القول إن تحديث "مانيفست V3" يأتي تحت ستار حماية المستخدمين، لكنه في الواقع يصب في مصلحة جوجل ويقوض خصوصيتهم. وما يجعل الوضع أسوأ هو أن هذه التحديثات قد تعني نهاية حاجب الإعلانات تمامًا، ما يجعل من المستحيل تقريبًا التصفح بدون التعرض لسيل من الإعلانات.

تجربة التصفح المزعجة المنتظرة

سيؤدي هذا التحديث إلى تجربة تصفح مليئة بالإعلانات التي قد تجعل من استخدام الإنترنت عبئًا على المستخدمين. سيظهر لك إعلان في كل موقع تزوره، وفي كل زاوية من الصفحة، مما يبطئ الأداء ويشتت الانتباه ويضعف من تجربة المستخدم.

ولتجربة الفرق، يكفي أن نأخذ مثالًا لموقع بلا إعلانات مقارنةً بموقع آخر مملوء بالإعلانات. في الموقع الأول، نجد أن التصفح سريع وسلس، حيث يتم تحميل الصفحات دون تأخير، وتختفي جميع المؤثرات البصرية المزعجة. أما في الموقع الثاني، فتبدو الصفحة مكتظة بالإعلانات مما يجعل التنقل بين المحتويات صعبًا، ويؤدي إلى بطء كبير في الأداء.

جوجل بين حماية المستخدم ومصالحها الشخصية

ربما تتساءل: هل تهتم جوجل حقًا بحماية المستخدمين؟ الحقيقة أن كل هذه الإجراءات تهدف إلى إبقاء مستخدميها داخل شبكتها وجعلهم يخضعون للإعلانات المستهدفة. قد يدعي البعض أن متصفح جوجل كروم هو الخيار الأفضل، لكن الواقع يشير إلى أن هناك بدائل تمنحك تجربة تصفح أكثر خصوصية وراحة.

يعتبر متصفح "فايرفوكس" أحد هذه الخيارات، حيث يتميز بعدم اعتماده على منصة كروميوم الخاصة بجوجل، ما يمنح المستخدمين حرية أكبر في تخصيص تجربة التصفح وفق احتياجاتهم. أيضًا، يمكنك استخدام فايرفوكس مع حاجب إعلانات لحماية خصوصيتك ومنع ظهور الإعلانات بشكل دائم.

جوجل والهيمنة الكاملة: تحديات البدائل والاحتكار

تدرك جوجل أن قوتها تكمن في احتكارها للمتصفح الأكثر استخدامًا، وشبكة الإعلانات الكبرى، ومنصة الفيديو الأكبر "يوتيوب"، وكذلك متجر التطبيقات "جوجل بلاي". ومع هذا، بدأت شريحة من المستخدمين تدرك أن التوجه نحو متصفحات أخرى، مثل "فايرفوكس" قد يكون حلاً لتحسين تجربة التصفح.

جوجل قد تواجه خسائر إذا ما اختار عدد كبير من المستخدمين ترك كروم، إذ تعتبر هيمنة كروم جزءًا أساسيًا من اقتصاد جوجل. بالتالي، قد تضطر جوجل إلى اتخاذ خطوات إضافية لتجربة طرق بديلة مثل وضع الإعلانات على مستوى العميل نفسه "Client-side" لجعل حجب الإعلانات أكثر صعوبة على المستخدمين.

حلول وتوصيات لتجنب الإزعاجات الإعلانية

إذا كنت ممن يفضلون حماية خصوصيتهم وتجربة تصفح نظيفة بدون إعلانات مزعجة، فإن الانتقال إلى متصفح مثل "فايرفوكس" قد يكون الحل الأمثل. بفضل ميزات الحماية والأمان، سيكون فايرفوكس خيارًا ممتازًا للمستخدمين الراغبين في تجربة تصفح آمنة ومستقرة.

يمكنك تحميل فايرفوكس من الموقع الرسمي، ونقل بياناتك وإعداداتك من كروم بسهولة. هذا سيتيح لك الاستمتاع بتجربة تصفح خالية من الإعلانات غير المرغوب فيها وبدون تراكرز.

الختام

في ختام هذا المقال على أموالي amwaly، نستنتج أن جوجل لا تزال تعمل على تعزيز هيمنتها من خلال تحديثات متصفحها كروم، ولكن هذه التغييرات قد لا تكون في صالح المستخدمين على المدى الطويل. مع زيادة الإعلانات وتراجع الخصوصية، أصبحت تجربة التصفح مهددة بأن تصبح مزعجة وغير مريحة. لذا، فإن الاختيار البديل، مثل متصفح فايرفوكس، قد يمثل الحل الأمثل للمحافظة على خصوصيتك وضمان تجربة استخدام أفضل على الإنترنت.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

170

متابعين

463

متابعهم

599

مقالات مشابة