نصب قانوني... لماذا نغفر لمشاهير السوشيال ميديا رغم خداعهم لنا؟ اكتشف السر !
مقدمة
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح مشاهير السوشيال ميديا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نتابعهم، نحبهم، نتفاعل مع محتوياتهم، بل ونتأثر بآرائهم وقراراتهم. ومع ذلك، ورغم حالات النصب والخداع التي قد يقوم بها بعض هؤلاء المشاهير، فإن حب الناس لهم لا يبدو أنه يتضاءل. لماذا يستمر الناس في متابعة مشاهير السوشيال ميديا بالرغم من علمهم بأن بعضهم قد يستغلهم؟
يستخدم هؤلاء المشاهير منصاتهم للترويج للمنتجات، والمشاركة في حملات تسويقية، وحتى للتعبير عن آرائهم الشخصية. ولكن في بعض الأحيان، قد يستغل بعض المشاهير هذا التأثير لأغراض غير أخلاقية، مما يؤدي إلى تعرض متابعيهم لعمليات نصب واحتيال. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأساليب التي يُستخدم فيها مشاهير السوشيال ميديا للنصب، ونسلط الضوء على المخاطر المرتبطة بها، وكيف يغفر المتابعين لهم.
وكانت منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخمسة هي: YouTube و TikTok و Facebook و Instagram و Snapchat.
لقد فقد مشاهير مواقع التواصل مصداقيتهم في الفترة نتيجة المبالغة الزائدة في الإعلان عن المنتجات والخدمات بطريقة صارت أكثر من واضحة وبدون صراحة أو شفافية مع المتابعين بأنه إعلان مدفوع الأجر وأكثر مثال منتشر على ذلك أن يذهب أحدهم إلى مطعم ويجرب أصناف مختلفة من الطعام ويعبر بأسلوب مبالغ عن مدى جمال كل صنف، الإعلان غير المباشر من هذه النوعية يعتبر جريمة في بعض الدول الأجنبية حيث يتم اعتباره أحد أساليب التسويق المضلل وبرغم معرفة معظم المتابعين لواقع الحال ظلوا يغضون البصر عن الجانب المظلم ويغفرون لهؤلاء المشاهير.
1. تأثير الصورة المثالية:
مشاهير السوشيال ميديا غالبًا ما يقدمون أنفسهم كرموز للحياة المثالية. ينشرون صورًا لمنازل فاخرة، وأزياء أنيقة، وعطلات في أماكن رائعة، مما يجعل الجمهور يشعر بأنهم يشاركون في هذه التجارب. هذه الصورة المثالية تخلق نوعًا من الجذب، حيث يرغب المتابعون في أن يكونوا جزءًا من هذا العالم الجميل، حتى وإن كانوا يعرفون أن هذا ليس الواقع بأكمله.
2. العلاقة الوهمية:
أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الناس في حب مشاهير السوشيال ميديا هو العلاقة الوهمية التي تنشأ بينهم. على الرغم من أن هذه العلاقة ليست حقيقية، إلا أن الشعور بالتقارب والانتماء الذي يخلقه المشاهير من خلال التفاعل المستمر مع متابعيهم يمنح الجمهور إحساسًا بأنهم قريبون منهم، وكأنهم أصدقاء. هذا الشعور يعزز الولاء، حتى عندما تكون هناك علامات على النصب أو الخداع.
3. البحث عن الترفيه والهروب من الواقع:
يستخدم الكثير من الناس وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للهروب من ضغوط الحياة اليومية. مشاهير السوشيال ميديا يقدمون محتوى ترفيهيًا وممتعًا يجذب الجمهور ويشغلهم. قد يكون الجمهور على علم بأن بعض المحتوى ليس حقيقيًا أو أنه يتم التلاعب بهم، لكنهم يستمرون في المتابعة بسبب الحاجة إلى هذا النوع من الترفيه والهروب.
4. تأثير الضغوط الاجتماعية:
غالبًا ما يتابع الناس مشاهير السوشيال ميديا بسبب الضغوط الاجتماعية. عندما يرى شخص ما أن أصدقاءه أو زملاءه يتابعون شخصًا مشهورًا، فإنه يشعر بالضغط للقيام بالمثل حتى لا يشعر بأنه مستبعد أو بعيد عن الحديث الدائر في المجتمع الرقمي. هذا النوع من التأثير الاجتماعي يمكن أن يجعل الناس يستمرون في متابعة المشاهير حتى عندما تكون هناك علامات على سلوكيات غير أخلاقية.
5. الأمل في التغيير أو المغفرة:
رغم الكشف عن عمليات النصب والخداع، يظل لدى بعض المتابعين أمل في أن يتغير المشاهير للأفضل. يرون أنهم بشر مثلهم، يمكن أن يرتكبوا أخطاء، ويستحقون فرصة ثانية. هذا الأمل في التغيير يدفع الناس إلى الاستمرار في متابعة المشاهير، حيث يعتقدون أن الشخص يمكن أن يتحسن أو يتعلم من أخطائه.
أساليب النصب المنتشرة لمعظم مشاهير السوشيال ميديا
1. الترويج للمنتجات الوهمية:
واحدة من أشهر طرق النصب التي يقوم بها بعض مشاهير السوشيال ميديا هي الترويج لمنتجات أو خدمات وهمية. يستغل هؤلاء المشاهير ثقة متابعيهم ويعلنون عن منتجات غير موجودة أو ذات جودة رديئة، مما يؤدي إلى خسارة مالية للمستهلكين.
مثال: يقوم أحد المشاهير بالترويج لعلامة تجارية جديدة تدعي أنها تقدم منتجات تجميل طبيعية، ويحث متابعيه على شراء هذه المنتجات من خلال رابط خاص. بعد الشراء، يكتشف المستهلكون أن المنتجات إما لم تصلهم، أو أنها تختلف تمامًا عن ما وُعدوا به. كما يعلن بعض المؤثرين عن دواء جديد غير معلوم الهوية للتخسيس أو إنبات الشعر وتثبت الدراسات أن بعص الناس تعرضوا لنتائج سيئة لتلك المنتجات.
2. الاحتيال المالي من خلال الاستثمارات الوهمية:
بعض مشاهير السوشيال ميديا يروجون لاستثمارات "مضمونة الربح"، ويقنعون متابعيهم بالاستثمار في مشاريع أو عملات رقمية مشبوهة. في كثير من الأحيان، ينتهي الأمر بسرقة أموال هؤلاء المستثمرين.
مثال: يقوم أحد المؤثرين بالترويج لمشروع استثماري جديد عبر فيديو على قناته، مدعيًا أنه سيحقق أرباحًا هائلة في فترة قصيرة. يتم إقناع المتابعين بالاستثمار، ولكن بعد فترة، يختفي المشروع والمبلغ المستثمر به دون أي أثر.
3. المسابقات الزائفة:
يقوم بعض المشاهير بتنظيم مسابقات وهمية على منصاتهم لجذب المزيد من المتابعين وزيادة التفاعل. ومع ذلك، قد تكون هذه المسابقات مجرد وسيلة لجمع البيانات الشخصية أو زيادة عدد المتابعين دون تقديم أي جوائز حقيقية.
مثال: يعلن أحد المشاهير عن مسابقة بجائزة مغرية، ويطلب من المشاركين تسجيل أسمائهم وعناوين بريدهم الإلكتروني. بعد انتهاء المسابقة، لا يتم الإعلان عن أي فائز، ويتم استخدام البيانات الشخصية للأغراض التسويقية أو حتى بيعها لجهات أخرى.
4. الشراكات المشبوهة مع العلامات التجارية:
في بعض الأحيان، يتعاون مشاهير السوشيال ميديا مع علامات تجارية غير موثوقة ويقومون بالترويج لمنتجاتهم دون التحقق من جودتها أو مصداقيتها. هذا يعرض متابعيهم لخطر شراء منتجات غير آمنة أو ذات جودة منخفضة.
مثال: يتعاون أحد المؤثرين مع شركة تبيع مكملات غذائية غير معتمدة، ويشجع متابعيه على شرائها بدعوى أنها تساعد في تحسين الصحة. بعد استخدام المنتج، يكتشف المستهلكون أنه غير فعال أو حتى ضار.
5. استغلال حملات التبرع المزيفة:
قد يقوم بعض المشاهير بجمع تبرعات لمشاريع خيرية أو لأفراد محتاجين، ولكن في بعض الحالات، يتم استخدام هذه الأموال لأغراض شخصية بدلاً من توجيهها نحو الهدف المعلن.
مثال: يقوم أحد المؤثرين بتنظيم حملة تبرعات لدعم قضية إنسانية معينة، ويدعو متابعيه للمساهمة. بعد جمع الأموال، لا يتم توجيهها للغرض المعلن عنه، بل يستخدمها المشهور لأغراضه الشخصية.
6. العمل الحر و الربح من الانترنت
انتشرت في الفترة الأخيرة مجموعة من الفيديوهات تسلط الضوء بشكل كبير على طرق الربح من الانترنت بسهولة وسرعة من خلال مختلف المواقع الإلكتروني وتطبيقات الهاتف مثل لعب العاب أو القيام باستطلاعات رأي أو حتى الاستثمار، بعضها يكون صحيحًا والأغلبية على العكس تمام فلا تؤدي تلك الطرق إلي أي ربح أو تحقق ربح طفيف للغاية ويربح هؤلاء المشاهير من نظام الإحالة الذين وضعوه لكم في الفيديو من خلال المحتوى أو الوصف حيث يأخذون نسبة من كل من شارك في الموقع أو التطبيق من خلالهم.
خاتمة
النصب عبر مشاهير السوشيال ميديا يمثل خطرًا حقيقيًا على المتابعين، خاصة في ظل الثقة الكبيرة التي يضعها الجمهور في هؤلاء المؤثرين. من الضروري أن يكون المتابعون أكثر وعيًا وانتقائية فيما يتعلق بالمعلومات التي يتلقونها عبر هذه المنصات. التحقق من مصداقية المنتجات أو المشاريع المروجة، والبحث عن تجارب وآراء المستخدمين الآخرين، يمكن أن يساهم في الحماية من الوقوع ضحية لهذه الأنواع من الاحتيال.
على الرغم من الخدع وعمليات النصب التي قد يقوم بها بعض مشاهير السوشيال ميديا، فإن جمهورهم يظل مخلصًا لهم بسبب تأثير الصورة المثالية التي يقدمونها، والعلاقات الوهمية التي تنشأ بينهم وبين متابعيهم، والبحث عن الترفيه والهروب من الواقع. الضغوط الاجتماعية والأمل في التغيير أيضًا يلعبان دورًا في استمرار هذا الحب. في النهاية، يظل السؤال هو: هل نحن ندرك حقًا تأثير هذه العلاقة الرقمية على حياتنا، أم أننا نفضل العيش في الوهم الجميل الذي يقدمونه؟